لم تعد مصالح امريكا بالشرق الاوسط تخفى على احد سواء أكان مهتما بالشأن السياسي أو لم يكن يأبه لذلك .
إن المصلحة الأولى للولايات الأمريكية المتحدة في الشرق الأوسط هي الحفاظ على أمن إسرائيل كقعادة متقدمة في ا تتعلق بالداخل الأمريكي ودور اللوبي الصهيوني في انتخابات الرئاسة حيث يعتبر نجاح اي رئيس يستند الى مدى قربه أو بعدة عن دعم إسرائيل والدفاع عنها وايضا الوقوف الى جانب الدول الحليفة لها بالمنطقة والتي تسميها امريكا بالشركاء .
اما المصلحة الثانية هي ابقاء تدفق النفط والتجارة وطرق نقلها الى امريكا والعالم آمنه دون أي تهديد وخاصة المضائق والقنوات المهمه مثل قناة السويس ، ومضيق باب المندب ، ومضيق هرمز .
اما المصلحة الثالثة فهي عدم تنامي مجموعات إرهابية كما تسميها الولايات المتحده من شأنها تهديد منابع النفط أو السيطرة عليه وضرب طرق نقله والتحكم بها وتنسجم هذه المصلحة مع الحفاظ على الأمن الوطني الأمريكي باعتبار ان الإرهاب لا حدود له وأنه يهدد الداخل الأمريكي كما حصل في الحادي عشر من ديسمبر والهجوم على مركز التجارة العالمي .
اما مصلحة امريكا الرابعة في الشرق الأوسط هي ضمان عدم وجود أسلحة دمار شامل بالمنطقة فقد استُخدمت إسرائيل لضرب المفاعل النووي العراقي وتدميره وهي مصلحة مشتركة ، ومن ثم دمر العراق بالكامل بدعوى امتلاكة قدرات نوويه وكيماوية اعترفوا اخيرا انها مجرد أكاذيب وإنما كانت ذريعة لذالك. كذلك حصار ايران وابقائها تحت رهن فرق التفتيش ومراقبة منشآتها وبرامجها النووية لتستخدم في اي لحظه لتدمير إيران عند التيقن انها تشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل او قد تمنع بجدية تدفق التجارة والنفط .
المصلحة الخامسة هي التصدي لأي قوى عظمى كالصين وروسيا بالتقرب الى المنطقة والذي من شأنه ان يهدد مصالحها الا اذا كان ذلك التدخل يسير وفق مصالحها بتدمير دولة قويه كالتدخل الروسي في سوريا فهو تدخل محمود وتم احتواءه وكان غرضه التدمير وتذكية الحرب الهجينة التي مزقت سوريا وشتت أهلها واضعفتها .
ان مصالح امريكا التي حاولنا اجمالها في تلك المحاور والنقاط قد بات اهما تحت التهديد الحقيقي فدولة إسرائيل بعد السابع من أكتوبر هي ليس قبل السابع من أكتوبر مع أن امريكا منحتها الضوء الأخضر لترد بأقصى مالديها من قوة دون أدنى اعتبار لأي اعتبار إنساني أو أخلاقي وساندتها بالفيتو لأبطال وتعطيل اي قرار يكبح جماحها عن القتل والتدمير والتجويع وتزويدها بأقوى انواع الذخائر لاستخدامها في مناطق مكتظة بالسكان المدنين من الأطفال والنساء وتسوية مباني بالأرض وعلى رؤوس ساكنيها على مرئى ومسمع العالم ، الا ان إسرائيل زادت ضعفا وعزلة دولية وانقسامات داخلية وتحتاج الى سنوات طوال لترميم كسورها وإصلاح ما أعطب منها وعلاج جروحها التي ستبقى آثارها ندباً في جبين اسرائيل لن تزيله أكثر عمليات التجميل تقنيتا وضمانا ، وهددت المقاومة وجود إسرائيل تهديدا حقيقيا ارعبها وهز ركبها وشل مفاصلها.
المصلحة الثانية التي باتت تحت النار صباح مساء هي طرق النفط والتجارة والتي جمعت امريكا لغاية الآن أكثر من عشرين دولة تحت مسمى تحالف دولي لحماية ممرات التجارة لشعورها ان الخطر قائم والاخطر قادم وأن هيبة امريكا في المنطقة باتت على المحك ومهددة تهديدا بالغ الخسارة والتأثير .
ان ميل امريكا بكامل وزنها باتجاه إنقاذ إسرائيل قد يفقدها التوازن ويكون سببا في سقوطها وهناك من القوى العظمى التي يعمل بحكمه وعقلانية وينتظر ذلك السقوط ولو بعد حين بعيد .