لن تنهزم اسرائيل من الخارج..ومن الوهم ان نتوقع ان يحدث ذلك عسكريا مباشرا..
لكن الانهيار والهزيمه الحقيقية ستاتي من الداخل.
وليس على خلفية احداث غزه لكنها ستكون النقطة التي تفيض على الكأس الملان اساسا بالذنوب والغضب المدفون داخل المجتمعات اليهوديه داخل وخاصة خارج اسرائيل..ومنهم أصحاب مصالح وشركات عابرة للقارات والامم.
ان الصراعات الداخليه التي تصاعدت حدتها الآن .بين اصحاب المشروع الصهيوني بانواعهم وبين اليهود متدينين وعلمانيين والذين بدأوا يعتبروا ان اسرائيل كما هي الان اصبحت عبئا ثقيلا..ماديا ومعنويا( واخلاقيا) اذ جعلت الرأي العام ( خاصة اوروبا وامريكا)ينظر الى اليهود بانهم ظالمين وليسوا تلك الفئة المظلومه تاريخيا...
اليهود من الخارج والداخل اصبحوا يتساءلون .كيف انه وبعد ٨٠ سنه من الدعم السخي لهذا المشروع المسمى اسرائيل ..لا تستطيع هذه "الدوله"ان تحل مشاكلها وتعالج قضاياها الوجوديه ولا ان تلغي الوجود الفلسطيني المقاوم..
لقد وعد المؤسسون الاوائل" لاسرائيل" بن غوريون وغولدا ماغير.. ان الزمن سيحل المشكله الفلسطينيه.
لكن هذا لم يحدث. فحتى الجيل الثالث اصبح اكثر تصميما على المقاومه من ما سبقوه!!.
وحتى " التفوق العسكري" المبهر لاسرائيل وانتصارها على أقوى الدول العربيه من جهة وإقامة اتفاقيات سلام مع دول هامة عربيه..لم يحقق السلام الذي تريده اسرائيل..و( حماتها في الغرب)..
والسبب الأساسي ان اسرائيل نفسها لا تريد او لا تستطيع أن تتغير..لأنها ان تغيرت..ربما او على الأغلب ستخسر نفسها وصفتها كدولة صهيونيه..عنصريه. وهي اصلا قامت- فعليا وضمنيا- على هذاالاساس !!.
ان استمرار الازمات والحروب والتوتر التي تعيشها اسرائيل ما يحمل من ارهاق بشري ومالي بهذا الشكل والوتيره ..اصبح استمراره - عند اليهود واصدقائهم ومموليهم (وخاصه المفكريين البراغماتيين) موضع شك في مدى صلاحية المشروع !.
لكي لا نتحدث عن العبء الذي بدا العالم يتذمر منه بسبب سياسةالغطرسة والتطرف المستمره..والذي جعل " التعاطف التاريخي" مع اليهود..يتاكل ويضمحل!.
واصبح السؤال المنطقي.هل اسرائيل بشكلها ونظامها الحالي تشكل النموذج المطلوب" لشعب الله المختار " او ان بقاء اليهود في الشتات افضل لهم ولاستمرار وجودهم كشعب..محدود.. لا يزيد تعداده عن عشرين مليون نسمه فقط.ربما سينقرضون بالتدريج اذا استمرت اسرائيل الحاليه بممارسة" نحر الذات" ونحر الفلسطينيين وهولاء ليس لهم شيء يخسروه اكثر مما خسروا..لكن اسرائيل لا تتحمل الخسارة البشرية ..كما هو الآن..