لعل الكلمات تتساوى في أداة الكتابة ولكنها تختلف في معاني المكتوب ... ولعل تلك الكلمات لا تُحجم الشخصية ولكنها تصف شيئا بسيطا من شخص المكتوب ... نكتب اليوم عن شخصية لن تمحى من ذاكرتنا وان تطاول عليها الزمان وأفل شمسها بالغروب ... فالشمس و ان تغرب فانها تُبقي لنا قمرا ينير لنا الدروب ...
الاسم : (( رامـز عـلـي سـالـم بـنـي أحـمـد الـعـيـاصـره ))
ولد الشيخ رامز - رحمة الله - بتاريخ 5/10/1980 للميلاد ..
انهى دراسته الثانوية بتاريخ 25/5/1998 في الفرع الشرعي بتفوق مبهر حيث كان الأول على محافظة جرش بمعدل 94.3 ...
درس في الجامعة الأردنية تخصص الفقة وأصوله وتخرج منها بتقدير جيد بتاريخ 11 /2 / 2002 ...
لم يكن الشيخ رحمه الله ميسور الحال و يذكر أنه في بداية طلبه للعلم الشرعي ذهب الى الشيخ رمضان الجلاد فأوصاه الشيخ بسماع أشرطة الشيخ ابن عثيمين .... فلم يكن اعتذاره عن ذلك عجزا أو كسلا أو تخاذلا ولكنه اعتذر بأنه لا يملك مسجلا !!!!
حفظ القرآن الكريم و حصل على اجازة بالسند المتصل الى النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشيخ محمد بن أحمد بن طاهر الغزلان وهذا الشيخ يسكن الآن في منطقة مرج الحمام في عمان .. وكانت اجازته برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وقد حصل على الاجازة بتاريخ 5/10/1999 ...
كما انه حصل على اجازة اخرى من ذات الشيخ برواية حفص عن عاصم من طريق الحمامي عن الولي عن الفيل عن عمرو بن الصباح بتاريخ 4/7/2000 ...
رحل الى الشيخ يحيى اليحيى في بلاد الحرمين الشريفين طلبا للعلم الشرعي وقد حفظ الصحيحين ( البخاري و مسلم ) و أتم حفظهما في السجد الحرام بتاريخ 21/5/2002 .....
كما أنه حفظ السنن الأربعة ( ابو داوود و النسائي و ابن حنبل و ابن ماجة ) و أتمها في المسجد الحرام بتاريخ 25 / 7 / 2002 ...
كما أنه حفظ الموطأ ، ثم مسند الإمام أحمد ، والحاكم ، والبيهقي ، والبزار ، ومعاجم الطبراني .
ولم يكن بعيداً عن حفظ المتون ، فحفظ ألفية ابن مالك ، والطحاوية ، والجزرية ، وملحة الإعراب ، والرحبية ، والسفارينية ، ونونية القحطاني ، وغيرها ...
ولم يكن متفرغاً للطلب تاركاً العمل والدعوة ، بل كان من النشيطين في الدعوة إلى الله تعالى ، فكان يحدِّث الناس في مآتمهم وأفراحهم واجتماعاتهم ، ويزورهم في بيوتهم فيعلِّم الجاهل ، وينصح ، ويعظ ويُرشد بما رزقه الله تعالى من علم .
وبسببه اهتدى شباب كثر ، وخرجت الملهيات من بيت أهله ، وحفظ على يديه أكثر من ( 9 ) شباب كتاب الله تعالى كاملاً ...وقد كان إمام مسجد في بليلا على طريق اربد في أيامه الأخيرة ، ولم يكن متزوجاً ، فقد كان يريد العمل ومساعدة أخيه الأكبر منه مقابل ما ساعده في الدراسة .
و أما و فاته رحمه الله فقد كانت في حادث سير مؤسف وقع على طريق جرش-اربد .. وفي اثناء نقله الى المستشفى توفي -رحم الله- اثر تعرضه لكسر في الرقبة و نزيف في الجمجمة ...
و لعل ما يلفت انتباهنا و يأسر قلوبنا ويحير عقولنا شهادة رجل الامن عن آخر كلمات تلفظ بها الشيخ رامز قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة حيث أن الشيخ رامز كانت آخر كلماته الآية الكريمة من