ترعرعت على حُب الجيش والولاء له، جيش صنع الأمجاد ورضع العروبة، عسكر رسموا لنا أنصع البطولات وأجمل الانتصارات!
منذ طفولتي ووالدي حفظه الله يُحدثني ويحدث الأهل والأصدقاء والمعارف وبكل فخر واعتزاز عن جيشنا العربي المصطفوي حماة التاج الذين سالت دماؤهم الزكية دفاعا عن فلسطين وخضبت ثرى القدس الطهور.
يا الله كم يكون الشعور مختلفا حين يمدني والدي بالعزة وهو يُحدثني عن العسكرية، كنت
كان يحدثني عن سلاح المدفعية وكيف يلعب دوراً مُهمّاً في الهجوم والدفاع، وكيف كان يقوم بالعمليات الحسابية اليدوية لصياغة التكتيكات الاستراتيجية..
نحب هذا الجيش..
لأنه هو من دفأ الذين فاؤوا إلينا هربا من العتمة والدم، وهو الذي علمنا كيف تكون الشهادة، وكيف يكون الولاء الصادق.
أزعم أن أسرار هذه المرحلة المعقدة قد بدأت تتفكفك، وثمة اشياء مجنونة تحاك علينا.. وأن اللحظة صارت بحاجة لأن نحتشد من خلف الفرص التي صنعها الملك وحماها الجيش وأجهزتنا الأمنية.
على مدار سنوات فائتة واجهت قوات حرس الحدود حربا مفتوحة مع مليشيات وجماعات مسلحة تدور في فلك دول إقليمية، حاولت بكل ما أوتيت من جبن، من زعزعة أمننا الوطني، ونفث سمومها في رئتنا الأردنية، خدمة لمصالحها السياسية والأيديولوجية والاقتصادية.
ما كشفت عنه نتائج العملية الأمنية في الرويشد نهاية الأسبوع الماضي، يؤكد لنا أن الأردن في عين الحسد، وهنالك من يتربص به وبناسه، ليكون ساحة للفوضى ومرتعاً
لمهربي وتجار المخدرات الأسلحة.
من قصائدنا، اكتسبنا مفهوم التضحية في سبيل الوطن.. ومن أغانينا، نجد عشقاً للفوتيك والقايش والبورية والرُتب.. وما يقوم به نشامى قواتنا المسلحة الباسلة اليوم بكل شجاعة وبأس وحزم بالدفاع عن الحدود والوطن والمشاركة في عمليات الإغاثة الإنسانية للاشقاء في غزة وعموم فلسطين، ما هي إلا تجسيد لكل مفردات ومعاني البسالة والقوة والعطاء..
أكتب اليوم لوالدي وللجيش وكلي حقيقة في بلورة ضمير وطني صادق وشامل للاصطفاف من خلف جيشنا وأجهزتنا الأمنية في مواجهة قوى الشر وتجار الموت وخبثاء النوايا..
على يقين أن مجتمعنا سيكون كما هو دائما واحدا موحدا، وسيظل الأردن بجيشه وناسه وطن الرسالة ودولة الهوية يحميه الله والجيش وأجهزته الأمنية.