يستحق الاحترام والتبجيل، ما تقوم به جمهورية جنوب أفريقيا، بلد المناضل الجبار نلسون مانديلا والأحرار الافارقة، الذين عانوا مُر المعاناة من الاضطهاد والظلم والإبادة الجماعية، ومن دعم إسرائيل المطلق لنظام الفصل العنصري الذي اضطهدهم وعذبهم وأهانهم عقوداً طويلة.
جمهورية أفريقيا ذات الارث العظيم في مقاومة الفصل والتمييز العنصري، والنجاح في هزيمته، توفر أكبرَ منصة حقوقية قانونية في العالم، ستحتل شاشات الفضائيات لزمنٍ كافٍ، كي يطلع العالم على حقيقة الوحشية الإسرائيلية وجوهر الصهيونية التوسعي العنصري.
سيتابع هذه المنصة الإعلامية الحقوقية الكبرى، الإعلامُ الدولي والقضاة والمحامون والقانونون في العالم.
ان مجرد جلب وشحط الوحش الإسرائيلي إلى المحكمة الدولية، ووضعه في قفص الاتهام، وتوصيفه بأنه سفاح وليس ضحية، هو نصرٌ إنساني عظيم كبير على الزيف والغش والظلم طويل الأمد الذي اشاعه الإعلام المتصهين المنحاز، في الوعي الإنساني.
ظل أحد أكبر عناصر قوة إسرائيل هو التمتع بعدم قدرة أحد على مساءلتها، وإفلاتها الدائم طويل الأمد من العقاب، وتمكينها من احتقار وعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، بسبب دعم دول الفيتو الثلاث: الأميركية والبريطانية والفرنسية.
سيف ديموقليس سيظل مسلطاً بلا شك، على عنق الحقوق الفلسطينية العادلة.
وستعمل أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وإيطاليا وغيرها من "دول الحريات وحقوق الإنسان !!" على إفلات إسرائيل من الإدانة، ومن المساءلة، ومن العقاب !! وسيكون موقف تلك الدول إدانة لها، وفضحاً لرضوخها المشين لإسرائيل، وتعريةً لسياسة الكيل بعدة مكاييل. وإعلاناً ان العالم تحركه المصالح، لا المباديء والقيم والأخلاق.
سيكون موقفها إعلاناً عن موت منظمة الأمم المتحدة، وإعلان نعيها، لفشلها في حماية الأطفال الفلسطينيين من الجزار الإسرائيلي.
ومعلوم ان الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقفت موقفاً داعماً ثابتاً طويل الأمد لنضال شعب جنوب أفريقيا بقيادة نلسون مانديلا، الذي أمضى 27 سنة في سجون نظام بريتوريا العنصري الوحشي.
موقف جمهورية جنوب أفريقيا النبيل الجليل، تعبير عن يقظة وحيوية ونبل الضمير الإنساني وتأثيره الإيجابي البالغ، في أهلنا المنكوبين في قطاع غزة، وأهلنا في الضفة الغربية المحتلة، وأيضاً تأثيره في أحرار العالم الذين يتدفقون إلى شوارع العالم انتصاراً وانتصافاً للحق الفلسطيني.
ومهما كان حجم من ينطق باسمه، ومهما كان حجم الدول التي تدوس على هذا الضمير وتزدريه، فقد تعرض الوحش الإسرائيلي إلى الفضيحة والهزيمة الأخلاقية والسياسية في لاهاي.