ثانيا-التدابير الاحترازية المؤقتة والتي يجب ان تنفذ فورا، كلها ارتبطت بالمادة الثانية والتي "تعرف المادة 2 من اتفاقية الإبادة الجماعية: «أي فعل من الأفعال التالية المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية بصفتها هذه: قتل أعضاء من الجماعة. إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم لأعضاء الجماعة."
ثالثا- جاءت القرارات كالتالي:
1- على إسرائيل اتخاذ التدابير لمنع اي أفعال تتعلق بالإبادة الجماعية.
2- تجنب كل ما يتعلق بالقتل والاعتداء والتدمير بحق سكان غزة
3- على إسرائيل ضمان توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في قطاع غزة بشكل فوري
4- اتخاذ التدابير لمنع التحريض على الإبادة الجماعية
5-المحكمة تطلب الإفراج عن الأسرى والمحتجزين فورا
على ضوء القرارات اعلاه، فيجب العمل الفوري على التالي:
أولا- يجب أخذ هذه القرارات فورا لمجلس الأمن من قبل جنوب افريقيا ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، لأن تنفيذ هذه القرارات العاجلة والتدابير الاحترازية بحاجة عاجلة لوقف إطلاق النار
ثانيا- إسرائيل الآن متهمة بالإبادة الجماعية وهي ستحاكم وفقا لذلك، وهذه اول مرة يحدث فيها أن تدخل إسرائيل قفص الاتهام
ثالثا- المحكمة تأمر إسرائيل باتخاذ تدابير احترازية لمنع الإبادة الجماعية وفق المادة الثانية تدين إسرائيل بالإبادة حقيقة ولكن الإجراءات حول ذلك ستطول
رابعا- صحيح أن محكمة العدل العليا لم تتخذ قرار بوقف إطلاق النار ولكن ما صدر عنها يتطلب وقف إطلاق النار فهي تدين إسرائيل بأن هناك ما يؤسس للإبادة الجماعية لذلك طلبت أخذت تدابير لمنع ذلك، وهذا واضح فهو إتهام
خامسا- إسرائيل امام كل العالم متهمة بالإبادة الجماعية، صحيح أن المحكمة رفعت الكرت الأصفر في وجه إسرائيل وليس الكرت الأحمر وفق المحلل العسكري الإسرائيلي لصحيفة هآرتس يوسي ميلمان، ولكن المحكمة أيضا لم تتهم المقاومة في غزة بالإرهاب، وأصبحت إسرائيل هي المتهمة وليس غيرها
أخيرا، كل ما صدر هو لصالح الشعب الفلسطيني، خاصة انه بعد شهر فعلى إسرائيل تقديم تقرير للمحكمة بكل ما طلبته محكمة العدل الدولية، وهي اي المحكمة شكلت لجنة لمتابعة ذلك، وهنا واضح ان الامور ذاهبة لوقف إطلاق النار ويبدو ان إسرائيل اخذت مهلة شهر، وخلال هذا الشهر سنرى صفقة لتبادل الاسرى تؤدي لوقف نهائي للعدوان على غزة، ونهاية السبوع القادم هناك اجتماع في اوروبا مهم يضم أجهزة مخابرات أمريكا وإسرائيل ومصر ورئيس وزراء قطر، مما يشير أن هذا الاجتماع سيكون هو المخرج للهروب الإسرائيلي من متطلبات المحكمة العاجلة.
الشيء الذي قد يقلب الامور هو قيام نتنياهو وجنرالاته ذوي الرؤوس الحامية بحسابات خاطئة والهروب للأمام وفتح جبهة في الشمال تؤدي لخلط الاوراق وجر المنطقة ومعها أمريكا لحرب إقليمية كبرى تدميرية نتائجها ستجرف إسرائيل قبل غيرها