يواجه الإنسان الكثير من التحديات في حياته التي يتوجب عليه حلها والتعامل معها مهما كانت الظروف، فالاستجابة الإيجابية لهذه المؤثرات تُمكّن الفرد من التغلب عليها وتجاوز كل تأثيراتها، إن سيطرة القلق والخوف والأحاسيس السلبية غير المريحة التي تقود إلى مرحلة متقدّمة من الاضطرابات النفسية ومنها إلى تذبذب الاستقرار النفسي والتعاسة وغيرها من المشاعر السلبية، إذ أن القدرة على التحكم السليم بالعوامل والمؤثرات الخارجية التي تواجه الفرد في أثناء تحقيقه لأهدافه تمدّه بالبناء السليم والأساسي من الصحة والراحة النفسية، وبالتالي سلامة التوافُق النفسي والاجتماعي بشكل عام.
تستخدم الإبتسامة كعلاج وقائي لما قد يواجهه الشخص في حياته من هم وحزن وضيق، فهي سر من أسرار جاذبية الفرد، وتعزز جهاز المناعة وتساعده على التخلص من الألم، وتعمل على هدوء الأعصاب وراحة النفس، وهناك ثلاث أنواع للإبتسامة: المكافأة، المتابعة والهيمنة، وقد تكون الإبتسامة لها مدلولها في لغة الجسد وليس بنحو ثابت بل متغير بحسب موضعها بالعلاقات الاجتماعية وتستخدم بحسب الموقف أيضا، وهناك فروق واضحة بين إبتسامة حقيقية صادقة نابعة من القلب أو إبتسامة مزيفه شكلية رسمت حسب الموقف ويكمن الفرق في الفترة الزمنية التي ترتسم فيه فعند سعادتنا الحقيقية ستستمر المشاعر لفترة أكبر وبهذا ستكون الإبتسامة مرسومة لوقت أطول أما الإبتسامة المزيفة فتكون ظاهرة لأن المشاعر لايمكن اخفاءها فالابتسامة لحظية وجدت لتبرر موقف أو لتغطي على المشاعر الحقيقية في داخلنا، والكثير منا يسمي هذه الإبتسامة بالباردة أو الفاترة ويشعر بها الكثير من الناس وتصلهم رسائل الفتور والبرود بمضمونها وبآفاق تفسيراتها وتحليلاتها.
أعجبتني عبارة للدكتور مصطفى عابدين "الخير لابد عائد إلينا طال الزمن أم قصر " فبصمات السعادة عائدة لا محاله مهما تعقدت الحياة ومهما غابت الإبتسامة فهناك ضحكات من القلب سنعيشها ويعيشها جميع من يحبوننا، فالعثرات ما هي إلا تجارب نتعلم منها لنصعد بكل ما أوتينا من قوة فالقادم يحمل بطياته الكثير فجالس الصبر وتغنى بطولة البال واستمتع بكل لحظة انتصار واجعل نفسك طيبة وسعادتك مطلقة وابتسامتك طريقا تنير لك بصيص أمل.
فتجارب التغيير تبدأ عندما تغير من نفسك أولا وتعطي مجالات أوسع لتدرس الواقع وتتفاعل معه بشكل مختلف، الاستقامة لاتعني الجمود والإنحناء لايعني الخضوع فأحيانا نقف لنواصل المسير فبعد كل عناء إستراحة محارب كما يقال، فابتسم دائما فلست الوحيد الذي لسعته الأيام وجارت عليه الظروف.ط