الدكتورة: سهام الخفش
" سلام عليك يا غزة"
ليس بغريب أن تجد مقالة بلا عنوان بل الغريب أن تعيش حياة بلا عنوان
لا زالت أقلامنا حزينة وباكية تفترش السطور، تغرد على الجراح والألم وتنتظر بريقا من الأمل والضوء يشرق، لا أكتب بحبر القلم بل بدماء قلبي فعذرا أيها القارئ لحجم جراح القلوب التي تقع ما بين السطور. شلال من الدماء، والقتل بالجملة وابادة وتجويع ومنع الدواء والهواء والغذاء والماء، " فهل لهذا عنوان"
نعيش مسرحية شريعة الغاب " لشوقي " في حرب مستعرة ليس لها مثيل في هذا القرن، بلا حسيب ولا رقيب، ولا قوانين ولا محاكم دولية ولا معاهدات أمام صمت عربي مخزي ومشين، "هل له عنوان"
تتصارع القوى العظمى أمهات الديمقراطية على دعم الكيان المجرم في حرب جل أهدافها أجساد الأطفال والنساء والشيوخ، والمدارس، والجوامع ، والكنائس حتى الدواب لم تسلم منها، هل لهذا الدعم عنوان؟
سرق الفوز منا بسبب المال والثرى.. "بلا عنوان"
مقالة بلا عنوان والعناوين كثيرة ومتنوعة، أوجاع تلوها أوجاع، حتى أصبح الحزن رفيقنا، تعودنا عليه، يطل علينا صباحاً ومساء، نحمله كما نحمل هواتفنا النقالة وحقائبنا وأغراضنا الشخصية، يذكرني بقصيدة للشاعر نزار قباني " حقائب الدموع والبكاء" ومنها
إذا أتى الشتاء..
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجة إلى البكاء
على ذراعيك..
على دفاتري..
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت ..
كل العصافير بلا منازل
يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.
كأنما الأمطار في السماء
من أين جاء الحزن يا صديقتي
وكيف جاء؟
يحمل لي في يده..
زنابقا رائعة الشحوب
يحمل لي ..
حقائب الدموع والبكاء..
في هذا الزمن المجنون أصبحت البشرية مهددة بالانقراض، غابت الإنسانية وماتت الضمائر، القوي يأكل الضعيف بكل لغات العنف، نعيش تحت رحمة فيروس لا يرى بالعين المجردة، صنع في الصين أو اليابان أو في أمريكا لم يعد يهمنا، لأننا فقدنا منظومة القيم والاخلاق وفقدنا الإنسانية والانسان، فكلاهما بالحضيض. فأختر أيها القارئ عنوانا علّني أستطيع الفهم والاستيعاب في زمن الفتن والمحن، والنفاق والكذب، اوطان تمزقت، وثروات نهبت ... فأي عنوان يصف حالنا..
سلام إلى أرواح ارتقت وغادرتنا إلى رب رحيم تشتكي "فسيكفيهم الله" رفع الله عنكم الظلم يا أهل غزة، يا أهل العزة والصبر، والله لولاكم لما بقيت سماء تمطر علينا الكرامة.