بقلم الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد الركن الدكتور ضامن عقله الابراهيم
ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت واشتد عليهم الحصار والخناق من كل جانب وكثرت الالام ونزفت الدماء تغسل بها ارض غزه العزه وانهمرت كشلال ووصلت بهم الحال عدم القدره على دفن شهدائهم لزياده الاعداد وقله الامكانيات اللازمه وبقاء جثث الشهداء تحت الركام والدمار ومتناثره الاشلاء في الشوارع قطعا قطع وعندما يرى الناضر ويشاهد هذا المناظر عبر شاشات التلفزه تنفطر القلوب وتنهمر الدموع حزنا والما كبيرا جدا وخاصه عندما نعلم انهم لم يستطيعوا دفنهم من قله الامكانيات ومن شده القصف الصهيوني المتواصل من كل الجهات برا وبحرا وجوا فدخلت الكلاب الضاله والقطط لتأكل جثث الشهداء ، عندها تذكرت الحديث النبوي الشريف حين قال رسولنا الكريم عليه الصلاه والسلام عن سيد الشهداء حمزه (اولا ان احد صفيه (اخت حمزه وعمه رسولنا الكريم )في نفسها لتركته حتى تأكله الطيور والسباع (يعني الغربان والكلاب الضاله والقطط)حتى يحشر يوم القيامه من بطونها .
فسالت نقسي لماذا يتمنى سيدنا محمد ذلك لاحب الخلق الى قلبه ، عمه ،واخوه في الرضاعه وصاحبه وحامي دعوته بمكه ..؟وقد حزن عليه وبكى عليه كثيرا ، وقال لاهل اول مولود ولد بعد استشهاد حمزه (سموه باحب الاسماء الى قلبي ، سموه حمزه "فلماذا يتمنى سيدنا محمد ان تاكل الكلاب الضاله جثه سيد الشهداء .؟فقلت لنفسي لا بد ان يكون ذلك اعظم اجرا وثوابا وشرفا من الدفن العادي . وبحثت في شروح الحديث فوجدت ما يثلج صدري (ليكون لحمزه رضي الله عنه الاجر كاملا ونامت ويكون جيده كله في سبيل الله تعالى .
لقد اختار الله لشهداء غزه العزه هذه المكانه الرفيعه مكانه ماتمناه رسولنا الكريم لسيد الشهداء حمزه ولذلك فهولاء الشهداء حقا هم (ساده الشهداء )لكل واحد منهم خبيئة مع الله من عمل صالح .
وتذكرت حديث سيدنا محمد (سيد الشهداء حمزه ورجل قام الى سلطان جائر فامره ونهاه فقتله ).
فهولاء ساده الشهداء في غزه العزه لم يقوموا لسلطان جائر واحد ،بل قاموا الى سلاطين جائرتين كثر ، بل قاموا بمقاتله نظام عالمي كامل بلغ منتهى الجور والظلم والفساد والافساد في الارض .
فلتطمئن قلوبنا وقلوب اهل غزه العزه بأن شهدائهم هم (ساده الشهداء) والاعز والارفع مكانه عند رب العالمين فربح بيعكم اهل غزه وطوبى لكم ولشهدائكم فهم بالفردوس الاعلى من الجنه ونالوا الاجر كاملا تاما بعون الله