في حضرة الموت ماذا نقول لك وأنت لا تسمعنا وذهبت بعيداً عنا ، فكيف لنا أن نحي الشجعان في حضرة الغياب والموت ، وكيف لنا أن نشكرهم..
كان بودي أن أوجه لك سؤالا وإن كنت لا تعرفني ولن تسمعني.. ربما قد تصلك رسائلنا بطرق أخرى لا نعلمها..
معذرة يا آرون ظل السؤال مطروحاً بذهني لماذا اخترت لنفسك هذه الموتة المؤلمة والموجعة؟ هل لهول الوجع، أم لرسالة تريد أن توجهها إلى بهائم العالم وشياطينها لتخبرهم بأن الإنسانية التي تتغنون بها هي أكذوبة ، يلعب بها القوي كما يشاء. وأن قوة الإنسان تعني تدمير إنسان غيرة، وترك الجلاد ولوم الضحية
أرون ، ماذا ستقول لشهداء غزة من أطفال ونساء وشيوخ ، ماذا ستخبرهم عن "الآيس كريم" الذي يتناوله أكبر رئيس دولة ، عندما أجاب عن الموعد المتوقع لوقف شلال الدم في غزة، أن الوقت غير محدد ومن المفترض قبل موعد الشهر الفضيل والرحمة، لأنهم للرحمة عنوان.
يا ابن أمريكا وطيارها، أيها الكابتن العملاق، هل برحيلك عن العالم، كشفت عن الوجه القبيح لأمريكا ... نعم إن أمريكا هي الوجه الأقبح في العالم ، إدارة ترضع الدم والقتل والدمار، لا يهمنا الأفكار الإنسانية المنقوشة على تمثال الحرية في مدينة نيويورك والذي يشير إلى نهاية الاستبداد وبزوغ فجر الحرية منذ عام 1776، ما يهمنا ما نراه في اعيننا من ممارسات وقتل وتجويع وتهجير وتدمير، هذا هو الوجه الحقيقي.
أيها الغائب الحاضر، نم قرير العين واسترح، حتى لا يخرج علينا أحدا بفتوى ويقول عنك أنك كافر أو مختل عقلياً، بل أعلم بأنك اسطورة تاريخية سطرت على جبين شرفاء العالم لأجل الحرية والعدالة والإنسانية، ولشعب مقهور عانى ما عانى من الظلم والاستبداد والقتل، لربما أحيت ضمير العالم المتخاذل.
أخبر شهداء غزة بأن غزة سوف تعود وأنتم في سماء غزة أقمارها ونجومها ...سلام عليكم والف رحمة على الشهداء ، والشفاء للجرحى ، والصمود والثبات لأهل غزة ..والمجد للمقاومة.