نشأة فكرة الجريدة أثنا الحملة الفرنسية على مصر حيث قاما الفرنسين ببناء مطبعة لطباعة عدد من الجرائد التى كان يتم نشر الأخبار الخاصة بمعسكرات الجيش الفرنسى بها، لإعلامهم بما يحدث من تطورات داخل الحملة.
وفى عام 1798 أنشاء نابليون مطبعة لطباعة الأخبار باللغة الفرنسية وتترجم إلى العربية، وكانت المطبعة فى هذا الوقت تحمل أسم"مطبعة جيش الشرق" وكانت بالأسكندرية، ولكن تم نقلها إلى القاهرة وتغير أسمها إلى" المطبعة الأهلية"، وكان مقرها فى ذالك الوقت دارعثمان بك الأشقر بالأزبكية علي مقربة من بيت الألفي بك الذي نزل به نابليون، وبعد ثورة القاهرة الثانية تنقلت المطبعة إلى عدة أماكن الجيزة و القلعة حتى أنسحاب الفرنسيون من مصر.
وكانت تطبع هذه المطبعة المنشورات الخاصة بالحملة، وكان للفرنسين مطبعة أخري خاصة ذات أحرف أفرنجية فقط، وهي التي قامت بطبع الأعداد الأولي من جريدة "كورييه دي ليجيبت" إلي أن تم نقل المطبعة إلي القاهرة، وبعد ما عاد مالك هذة المطبعة إلى فرنسا تم بيعها للحكومة.
ومن هنا تكون" المطبعة الأهلية" هي أول مطبعة أنشئت في مصر في العصر الحديث، وقد أخذها الفرنسيون، معهم عند جلائهم عن البلاد، ولم تعد الطباعة إلي مصر إلا في عهد محمد علي الكبير.
أما جريدة "كورييه دي ليجيبت" أو "الجوائب المصرية" فقد كانت جريدة سياسية تصدر بالفرنسية كل ٤ أيام في ٤ صفحات من القطع الصغير طبع الـ٣٠ عدداً الأولي منها في مطبعة "أوريل" وكان عددها الأول قد صدر في ٢٦ أغسطس سنة ١٧٩٨م، وتوقفت قبيل رحيل الحملة.
فيما كانت جريدة "لاديكاد إجيبسيان" أي العشرية المصرية، فقد كانت تصدر كل ١٠ أيام وكانت علمية اقتصادية تنشر أبحاث المجمع العلمي الذي أسسته الحملة في مصر، ومناقشات أعضائه وقد صدر العدد الأول منها في أكتوبر عام ١٧٩٨م.
وفى نهاية القرن الثامن عشر عندما دخلت الحملة الفرنسية مصر عام 1798، وأقامت ديواناً للقضايا يرفع إليه ما يقع بين المصريين من أحداث يتم نشرها بعد ذلك في صحيفة اختاروا لها اسم "التنبيه" وكانت أول صحيفة تصدر في الوطن العربي عام 1800. وقد تولى أمرها شيخ من خريجي الأزهر الشريف هو الشيخ اسماعيل الخشاب الذي استعان به الفرنسيون حتى خرجت الحملة الفرنسية وتوقفت صحيفة "التنبيه".
وبعد رحيل الحملة الفرنسية من مصر وتوالى محمد على باشا السلطة فى عام 1821 قاما بإنشاء المطبعة الأميرية فى بولاق والتي لا تزال قائمة حتي الآن، وعند تأسيس هذه المطبعة، تم تزويدها بكل ما يلزمها من الحروف والمكابس والآلات، وقد أعدت لطبع لوائح الحكومة ومنشوراتها وطبع الكتب العلمية في الطب والرياضيات والآداب والتاريخ والعلوم الفقهية وتولي إدارتها " نقولا مسابكي" الذي بعثه محمد علي للتخصص في هذا المجال، وبعد ٧ سنوات من إنشاء المطبعة وتحديداً في عام ١٨٢٨، أصدر محمد علي باشا جريدة الوقائع المصرية التي كانت صفحتها تقسم طولياً لنصفين أحدهما بالتركي العثماني والثاني بالعربية.
ونختم قولنا أن أول جريدة طبعت فى الوطن العربي كانت جريدة التنبيه عام 1800.