على اختلاف الوافد الجديد إلى البيت الأبيض وبغض النظر عن الحزب الذي يمثله سواء جمهوري أو ديمقراطي، إلا أن تحيز الرؤساء الأمريكيين لكيان الاحتلال الإسرائيلي لا يتغير.. فنهج الولايات المتحدة الداعم لـ "إسرائيل” ثابت، وهذا ما أكده موقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المرشح للانتخابات الرئاسية هذا العام، والذي حاول في بداية حملته الانتخابية جذب الأنظار بانتقاده لكيان الاحتلال الإسرائيلي ثم تراجع عن تصريحاته، وقدم نذور الطاعة للاحتلال على غرار جو بايدن.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحدثت عن سعي ترامب للعودة إلى البيت الأبيض وإطلاقه كما اعتاد تصريحات استعراضية لجذب الاهتمام، بما فيها انتقاده رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، وليس من باب الحقوق أو العدالة بل من باب الحرص على صورة "إسرائيل” أمام الغرب.. كما أن تصريحات ترامب قبل أشهر تجاوزت الانتقاد ووصلت إلى حد ادعائه أن عملية طوفان الأقصى لم تكن لتحدث لو كان رئيساً للولايات المتحدة، وأن اللوم في كل ما حصل يقع على منافسه بايدن.
ترامب تراجع سريعاً بعد تصريحاته تلك وعاد ليؤكد موقفه الثابت بدعم "إسرائيل”، وتقديم فروض الطاعة الدائمة لها، وهذا ما أكدته حملته الانتخابية فطاعة ترامب أو أي رئيس أمريكي أو مرشح للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لـ "إسرائيل” أمر مفروغ منه ولا جدل حوله.
تحيز ترامب لـ "إسرائيل” في حال فوزه بالانتخابات المقبلة تأكد على لسان المتحدثة باسم حملته الانتخابية كارولين ليفيت التي قالت في تصريحات نقلتها نيويورك تايمز: إن "ترامب فعل الكثير من أجل "إسرائيل”، وأكثر من أي رئيس أمريكي في التاريخ”، مؤكدة أنه "عندما يعود ترامب إلى المكتب البيضاوي لن يتغير شيء بالنسبة لدعم واشنطن "لإسرائيل”.
استعراض تصفية الحسابات بين ترامب وبايدن كان الدافع الوحيد وراء تجرؤ الرئيس الأمريكي السابق على توجيه انتقاد لنتنياهو لكن الحقيقة تبقى مغايرة تماماً.. وبغض النظر عمن يصل إلى البيت الأبيض، فإن شراكة الولايات المتحدة بجرائم "إسرائيل” أمر مفروغ منه، فالمصالح والأجندات بين الطرفين واحدة، والدعم الثابت الذي تقدمه لكيان الاحتلال سواء بالأموال أو بالأسلحة أو بتوفير مظلة سياسية له متعاقب على مدى العقود مهما بلغ مدى بشاعة الجرائم الإسرائيلية.