إذا كان للأمن أسباب فإن من أهم أسبابه التماسك والتشارك الوطني والمجتمعي، والخطط والاستراتيجيات التي تبني هذا النوع من الثقافات، هي تلك الخطط المسؤولة عن ترسيخ قيم المواطنة الفاعلة في مجال الدفاع عن أمن الوطن من قبل الجميع بتشارك وتكامل وتناغم بين الجهات الرسمية والأهلية.
ومن أجمل ما نراه في مديرية الأمن العام في الأردن، ولعله سر نجاحها المتواصل، هو إدراكها الراسخ لاهمية مواكبة العلوم الأمنية والنظريات والمفاهيم المجتمعية فضلاً عن خبراتها العملية التي سبقت دولاً كثيرة في المنطقة والعالم.
وفي الوقت الذي يظن فيه الكثيرون أن تميز الأمن العام كان فقط في قدرتها الفائقة بالكشف عن الجرائم والتعامل مع الأحداث المختلفة، فإن الحقيقة تقول أن النجاح أكبر من ذلك بكثير، فمنع الجريمة والوقاية منها، والثقة المتبادلة بين الأمن العام وأركان المجتمع كافة، والتواصل الدائم مع أفراد المجتمع ومؤسساته، هي أسباب رئيسة في بناء التفوق والريادة الأمنية لمؤسسة أمنية أردنية عريقة ضاربة في جذور الوطن، بدأت كتابة تاريخها منذ منذ تأسيس الأردن.
وعوداً على بدء، فإن الاستراتيجيات الناجحة في الصياغة والتنفيذ والاستمرار تكاد أن تكون علامة مميزة لمديرية الأمن العام، وهي التي وضعت استراتيجيتها الأمنية والتنظيمية في بداية هذا العام، ثم عادت اليوم لتقطف ثمار اتباعها لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني التي أوعز بها خلال زيارته الأخيرة لإدارة مكافحة المخدرات، فعملت المديرية بجهود حثيثة مع شركائها، ونتج عن ذلك إطلاق الاستراتيجية الوطنية للوقاية من المخدرات، والتي وصفها الخبراء بأنها متكاملة في نهجها ومضمونها إلى حد تستحق معه أن تكون مثالاً يحتذى به عربياً وعالمياً، بعد أن عالجت سبل بناء ثقافة تحصن الأجيال من شر المخدرات على المدى البعيد، كما استجابت لعدد من التحديات الأمنية والمعرفية لتحقيق ذات الهدف في مديات أقرب وأقصر.
ونحن بدورنا نعلي ونكبر لقيادة الأمن العام ومديرها اللواء الدكتور عبيدالله المعايطة، عمل المديرية الدؤوب لالتقاط التوجيهات الملكية وتنفيذها بأمانة وإخلاص، في إطار سعيها الدائم لخدمة الوطن والدفاع عن أمنه بأداء ميداني وعملياتي رفيع المستوى، فضلاً عن جهود مجتمعية وتثقيفية لا تنقطع سواء من خلال اعلام وتوعية تستمر في كل الاتجاهات، أو من خلال علاقات مجتمعية سليمة تبدأ من علاقة المديرية بمتقاعديها وأبنائها، وتمتد لتشمل علاقتها مع المواطنين والمقيمين وزوار المملكة، وعلاقتها مع مختلف المؤسسات التربوية والشبابية والثقافية والمجتمعية، الرسمية منها والخاصة.
نسأل الله أن يبارك بالجهود وبالقلوب وبالسواعد، وأن يحفظ الوطن وأهله، وقيادته الهاشمية الحكيمة، ونشامى جيشنا وأجهزتنا الأمنية الذائدين عن الحمى.