بين الحين والآخر تتخلل مشاهد الموت في غزة مشاهد إنسانية بديعة ، مثل تنظيم حفلات إنسانية ، حفلات زواج ، وأيضا حفلات أفطار جماعي في شهر رمضان المبارك.
سعدت كثيرا بمشاهدة بعض الأفران التي لا تزال تعمل رغم الضربات المتتالية والتي تقدم الخبز الفلسطيني الطيب وحتى الكرواسون، وهناك ورغم الألم صورا عامرة بالأسواق وجدال ، ضحك وبكاء ، كميات من الطعام رغم المصاعب يوفرها الجميع.
سعدت كثيرا وانا أشاهد مشاهد من أول سحور رمضاني للنازحين في مخيمات رفح جنوبي غزة.
سعدت برؤية بعض من الشيف من الطباخين ، يطهون رغم الألم ، في القلب نار وفي الخارج نارا تلتهم الشعب ، تناقضات في الصورة الفلسطينية لا يمكن أن يتخيلها عقل.
عروس تزف على زوجها ، ويتوجهان في أولى أيام العرس لدفن شقيقها ، والحمد لله أن عثروا له على قبر في أرض غزة.
هذه الصور تشير إلى بعض من الحقائق التي يجب وضعها في الاعتبار ومنها: أن الفلسطيني عاشق للحياة ، ومحارب للظروف الصعبة ، ومناضل من أجل حقه الإنساني بعيدا عن أي مآرب آخر.
وفي هذا الصدد فإن الجميع يعلم أن حجم الضغوط الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية الملقاة على كاهل الفلسطيني لا يمكن أن توصف ، وهي صعبة للغاية وربما تمثل من الأعباء ما لا يمكن لبشر أن يتحمله في هذا الوقت الصعب ، ورغم كل ذلك فإن الضحكة تستمر وتتواصل ، ونشاهد مطاعم الشاورما والضحكات والأمل.
وفي هذا الإطار يجب الاعتراف بدور المرأة الفلسطينية الباسلة ، التي قام الاحتلال بهدم بيتها وشرد أولادها وأستشهد اخوانها وأخوالها ، ورغم ذلك تقف لتعد فتات الخبز القليل لأولادها في خيمة لا تقي برد الشتاء ، لتظل صابرة ومحتسبه لما جرى لها وتعرضت له عند الله تعالى.
يتجمع الأطفال مع الأم الصامدة، وهم يضحكون ، لفت نظري أن الكثير من هؤلاء الأطفال لا يعرفون ما يجري .
كانت ضربات الجيش الإسرائيلي ومذابح الاحتلال تذكرهم بما يشاهدونه من رسوم متحركة في التلفاز الذي اشتراه الأب أخيرا.
أقول وسأظل طالما في القلب نبض ، غزة تستحق أفضل من كل هذا.