وسط المشهد السياسي المحتدم الذي يسبق إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، يبدي الجمهوريون في مجلس النواب تردداً متزايداً تجاه فكرة عزل الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبحسب تقرير لموقع "آكسيوس"، فإن العديد من المشرعين الجمهوريين يعتقدون أن الطريق الأكثر ملاءمة لهم من الناحية السياسية هو محاولة تشوية سمعة بايدن سياسيًا على جبهات أخرى، دون إجراء تصويت محفوف بالمخاطر ومشحون سياسيًا.
وثمة اعتقاد كذلك لدى أعضاء الحزب الجمهوري بأن السعي إلى إجراءات عزل الرئيس ربما يضر بأهدافهم السياسية، وفقا للموقع.
ويبدو أن مصدر القلق الرئيس للجمهوريين هو توقيت وتداعيات العزل من الناحية السياسية، حيث يشير النائب الجمهوري "نيك لالوتا" من نيويورك، والذي يمثل دائرة انتخابية "متأرجحة" داخل الولاية، إلى أهمية السماح للناخبين بتقرير مصير المرشحين الرئيسين في الانتخابات المقبلة بدلا من اللجوء إلى إجراءات العزل.
ويتردد صدى هذا الإجراء لدى العديد من أعضاء الحزب الجمهوري الآخرين الذين يرون أن عزل بايدن الآن خطوة محفوفة بالمخاطر، لاسيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
في الأثناء، رأى الديمقراطيون في جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة المراقبة في مجلس النواب بخصوص عزل بايدن، فرصة للتهكم على الجمهوريين في ظل المؤشرات على تردد الحزب الجمهوري بالمضي قدمًا في إجراءات العزل.
وذهب النائب "غاريد موسكوفيتش" من فلوريدا، وهو ديمقراطي، إلى حد تحدي رئيس لجنة التحقيق "جيمس كومر"، لتأييد اقتراح عزل بايدن، معتبرا أن ما يقوم به الجمهوريون هو مجرد استعراض.
من جانبه، أكد النائب الجمهوري عن ولاية مونتانا "رايان زينكي" على الحاجة إلى وجود حجة مقنعة قبل النظر في توجيه الاتهام، مسلطًا الضوء على عدم وجود أدلة جوهرية مقدمة حتى الآن.
ويشدد آخرون داخل الحزب الجمهوري على أهمية استناد أي إجراءات عزل إلى حقائق وليس إلى دوافع سياسية.
وعلى الرغم من إعراب بعض الأعضاء الجمهوريين عن دعمهم الشخصي لإجراءات عزل بايدن، إلا أن هناك اعترافًا بالتحديات التي تفرضها الأغلبية الضيقة للحزب الجمهوري في مجلس النواب.
ويعترف النائب "جون دوارتي" من كاليفورنيا بأن عملية العزل ستكون صعبة بأغلبية صغيرة.
في ضوء هذه التحديات، يستكشف بعض أعضاء الحزب الجمهوري طرقًا بديلة للتعامل مع تظلماتهم ضد بايدن. وتشمل الاقتراحات الإحالات الجنائية إلى وزارة العدل، و"فضح الغسيل القذر" في جلسات الاستماع العامة وهو هدف نهائي مرغوب فيه أكثر من العزل.
ورغم أن هناك آراء متباينة داخل الحزب الجمهوري فيما يتعلق بمدى إلحاح إجراءات العزل، وأن هناك اعترافًا عامًا بالتعقيدات التي ينطوي عليها الأمر، إلا أن رئيس لجنة التحقيق في مجلس النواب "جيمس كومر" أشار إلى الالتزام بمواصلة إجراءات العزل على الرغم من الشكوك المتزايدة داخل صفوف الحزب الجمهوري.
غير أن الدعوة الموجهة إلى الرئيس بايدن للإدلاء بشهادته أمام اللجنة قوبلت بالتشكيك، فقد استبعد البيت الأبيض أن يقبل الرئيس بايدن مثل هذا الطلب.