جائحة مرت طوت معها سنوات من التحديات التي كنا أهل لها بإنشاء المنصات التعليمية ومتابعة الطلبة عن بعد بالرغم من ذلك كنا و ما زلنا نلمس الفجوة والفاقد التعليمي لدى ابنائنا وكان علينا واجب المسؤولية، لتحقيق التكاملية في كافة مراحل التعليم انطلاقا من رؤى عظيمة وتوجيهات ملكية سامية نحو زراعة حقول الأمل و بذور القوة وجدية النظر والتحديث المبني على البرامج العلاجية المتنوعة ومنها التداخلات العلاجية التي نحن بصدد الحديث عنها ضمن هذه العجالة .
بدأ برنامج التدخلات العلاجية و المنفذ من قبل وزارة التربية والتعليم تحت شعار (بكم نستطيع ومعكم ننجح) كإجراء علاجي وفني لردم الفجوة بين الواقع (الفاقد التعليمي) والمأمول تحسن مستوى مهارات ومعارف الطلبة لمادتي الرياضيات واللغة العربية على عدة مراحل.
بني البرنامج في ضوء مجموعة من الدراسات التشخيصية والإختبارات والجلسات التي نفذتها وزارة التربية والتعليم لقياس المستوى التعليمي للطلبة لتحديد الخطوات اللازمة لرفع مستوى تحصيل الطلبة، بحيث يتم تعويض ما فقد من المهارات الأساسية التي يجب تلافيها في حال انتقال الطالب من صف لآخر بالمواد الأساسية اللغة العربية والرياضيات، وهو استمرارا لبرنامج الفاقد التعليمي الذي أطلقته الوزارة سابقا في معالجة فجوات التعليم التي انتجتها جائحة كورونا.
ينفذ البرنامج على ثلاث مراحل خلال العام الدراسي، التحضيرية وهي التي كانت بداية العام الدراسي، ثم المرحلة الثانية والتي نحن الآن بصددها وتكون طوال العام الدراسي، وينتهي بالمرحلة الثالثة بالعطلة الصيفية لبعض الطلبة بعد إجراء اختبارات تشخيصية لتقييم البرنامج وأثره على الطلبة.
قامت وزارة التربية والتعليم بعدة خطوات قبل اعلان البرنامج تمثلت بإعداد وتدريب المعلمين والقادة التربويين والمشرفين التربوين, ونشر الفيديوهات والنشرات والأدلة التعريفية بالبرنامج لضمان وضوح البرنامج لضمان نجاحه.
يتمثل البرنامج بأساسيات الاوراق الداعمة للصفوف من (4-9) حيث تتضمن اوراق عمل وأنشطة علاجية متزامنة ومتواءمة مع الكتاب المدرسي، لنؤسس لنجاح قادم مبني على الفهم المستدام وتعلم متمركز حول الطلبة.
ومن هنا كان لمدارسنا ممارسات فُضلى وابداعات حولت التحديات إلى فرص لنحقق أهدافنا بتحقيق الفارق والنهوض بأبنائنا الطلبة نحو التمكن والتميز والريادة مراعين المنحى التكاملي من حيث الشخصية والفروق الفردية .
و من هنا أصبحنا نعكس الرؤى الملكية على خططنا التعليمية نحو التميز والإبداع ومعالجة الضعف التعليمي لدى الطلبة و أصبحنا نسير خلف القيادة الهاشمية بفكرها العظيم بصلابة وتحدي وأمل لنقلص الفجوة ، فقد كنا وما زلنا على قدر أهل العزم، هكذا اعتدنا أن نخلق من الألم أمل ومن المحنة منحة،فنحن حملت التغير و شعلة العلم نسير بخطى واثقة وبمخططات تربوية فذة نبدأ يد بيد لعلاج الفاقد التعليمي تحت مظلة مشروع التداخلات العلاجية و كتب مساندة وكوادر مؤهلة وإدارة داعمة ويبقى استشعار الأمانة التي بين ايدينا هي محركنا للنهوض بجيل يرقى بمجتمعه ووطنه وأمته .