مدرس رياضيات / مدرسة المهلب بن أبي صفرة الأساسية للبنين / لواء الجامعة
.....
على الرغم من أنه لا يوجد تعريف جامع مانع للإبداع، إلا أنه هناك بعض السمات المرتبطة بالإبداع ولعل أهمها الأصالة والقيمة للفكر المبدع والإنتاج الذي يتصف بالإبداع. وبالنسبة للطالب المتعلم بصفة عامة، فإن هناك أهمية للأصالة والجدة في الطريقة التي يفكر بها وفي الأفكار التي تأتي من عنده والمرونة العقلية التي تمكنه من تعديل أفكاره وتطويرها، ومن طلاقة الأفكار التي تأتي من عنده والمرونة العقلية التي تمكنه من تعديل أفكاره وتطوير، ومن طلاقة الأفكار وتنوعها. والإبداع النابع من الفرد يمكن أن يثير دافعية للإبداع داخل الصف كله. وهذا بدوره يمكن أن يستثير الإبداعات الكامنة في المجتمع. إن الفكر الأصيل لكي نصفه بالإبداع لابد أيضًا وأن يكون ذا قيمة إيجابية من حيث أنها تكون عوائده مفيدة، منطقية، ومؤثرة وقابلة للنمو ومتماسكة وليست منفرة.
الإبداع في تعليم وتعلم الرياضيات هو قدرة وسلوك لتوليد معلومات وأفكار رياضية تتسم بالجدة والأصالة وله قيمة مفيدة على الأقل بالنسبة للطالب ومن منظوره الشخصي. من المهم أن يفترض المعلم أن كل طفل قابل لأن يكون مبدعًا، وأن تكون لديه قناعة بأن الإبداع ليس وقفًا على مجموعة معينة من الطلبة سواء أطلق عليهم صفة التفوق أو العبقرية.
إن تنمية الإبداع يبدأ بأن نشجع الطلبة على توليد أفكار من عندهم والاندماج في أنشطة مبدعة، ذلك أن النشاط الإبداعي ينتج عن ميل للتفكير والسلوك إبداعيًا. إن تعلم الرياضيات - إذا ما أحسن توفير البيئة المناسبة والمعلم المبدع - ينمي القدرات العقلية عن الطالب - في كل مراحله ويوجهه نحو الأصالة والمرونة، كما أن الشغف بالرياضيات يستثير العقل ويدفعه للاستجابة للتحديات، بل قد يفتح له عيونًا ترى ما لا يراه آخرون من ظواهر وأنماط وعلاقات مفيدة.
فدور المعلم في تنمية الإبداع توفير بيئة تعلم يتوفر فيها، إتاحة فرص لأن يجيب الطالب بنفسه على سؤال يتطلب معلومات جديدة مبنية على شيء سبق أن تعلمه الطالب، أو يحل مسألة أو يبرهن قانونًا بنفسه داخل الصف أو في المنزل، وأن يترك الطالب ليعبر عن مشاعره بعد الحل وما يكون قد استفاده من العمل بنفسه. وإعطاء أسئلة تتطلب تفكيرًا عميقًا ومشكلات مفتوحة النهاية وإعطاء وقت لتلقى استجابات ومناقشتها. وإتاحة فرص للعمل في مجموعات صغيرة يتعاون أعضاؤها في الحل أو القيام بمهمة تعليمية معينة بأنفسهم. و تشجيع الحوار بين الطلبة وبعضهم والمناقشات للبحث عن حلول أخرى يأتي بها الطلبة أنفسهم. وعدم تقديم حلول نهائية وكاملة على السبورة لينقلها الطلبة. وإعطاء واجبات منزلية وتشجيع أن يقوم الطلبة بشرح ما توصلوا إليه لزملائهم بعد عودتهم للصف. وتوفير مصادر تعلم متعددة وإعطاء قائمة بها خاصة تلك المتوفرة في المكتبة أو التي يحضرها المعلم معه. وتشجيع أن يستخدم الطلبة البرمجيات والأقراص المدمجة والانترنت للحصول على معلومات إضافة لما يقومون بدراسته. وتشجيع عمل مشروعات فردية وإعطاء جوائز مادية وأدبية. وتشجيع حب الاستطلاع وأن يسأل الطلبة أسئلة ويترك لزملائهم الإجابة عنها فورًا أو في حصص تالية. وتضمين بعض الاختبارات أسئلة غير مألوفة تتطلب مهارات عليا من التفكير - ويمكن ألا تدخل في تقييم الطالب في أول الأمر ولكن لتعويده عليها.
ويطلب من الطالب الذي توصل إلى حل معين أو معلومة جديدة بنفسه أن يشرح لزملائه كيف ربط بين معلوماته السابقة والموقف المعروض عليه حتى توصل إلى الحل. وتشجيع الطالب على الثقة بنفسه وأنه يمكنه النجاح بل التفوق اعتمادًا على نفسه وتفكيره ومجهوداته الذاتية - مع إحساس حقيقي بأنه يمكن تحقيق ذلك من خلال بعض الاختبارات داخل أو خارج الصف. والعمل على تحسين اتجاهات الطلبة نحو دراسة الرياضيات وأهميتها وإمكانية التفوق فيها وإعطاء أمثلة عن متفوقين ناجحين وسلوكهم عندما كانوا طلابًا. وعدم اندفاع المعلم للإجابة عن كل الأسئلة وحل كل المسائل. وتوظيف الصورة أكثر من الكلمة خاصة لمن يعانون إعاقات لفظية. وتعويد الطالب أن يرى الصورة الكاملة للموقف دون أن يتيه في التفاصيل والجزئيات فيضل الطريق بين الأشجار لأنه لا يمتلك صورة متكاملة عن الحديقة. وإعطاء مجال للتفكير الحدسي وتنمية الاستعداد لقبول التحديات والغزوات الفكرية. وتشجيع الطلبة على إنتاج شيء جديد من ابتكاره وخياله. وجعل الطالب يشعر بأن الاختبارات والامتحانات وسيلة لدفعة للتقدم وليست أداة لتخويفه أو إحباطه بل انها جزء طبيعي من الدراسة والتعلم، كما أنها أداة التطوير المنهج وليست قيدًا عليه.
إن الابداع ليس مجرد شطحات ذهنية بلا هدف، ولكنه إنتاج شيء ذي منفعة قد تكون فائدة مؤجلة أو متعة ذهنية مباشرة وأنه يتميز بالجدة والقيمة الجمالية. وعلينا أن نقول للمعلم أن عليه أن يشعر الطالب بأنه قادر على النجاح والتفوق والإبداع، لا تسرق البسمة من شفتيه ولا تعتصر البهجة من وجدانه. ساعده على أن يكتشف نقاط القوة عنده ويستثمرها.
وهنا سأضع نماذج لأنشطة إثرائية لتنمية الإبداع، كزيادة الدور الإيجابي للطالب داخل وخارج الصف. وتنمية التفكير الإبداعي والابتكاري للطالب. ومعاونة المعلم على توفير بيئة تعلم ثرية مشوقة وجاذبة. ومعاونة المتعلم والمعلم في تكوين فريق للرياضيات بالمدرسة. ومعاونة الطلبة في عمل مجلة حائط، وقد يساعدهم المعلم في ذلك بالتوجيه والإرشاد. و معاونة الطلبة على تكوين برامج مسابقات، وقد يساعدهم المعلم في تنظيم المسابقات وفي مضامينها . ومعاونة المعلم في تقديم واجبات إضافية للمتفوقين وسريعي التعلم.
وهنا أنصح المعلم عند استخدامه للأنشطة الإثرائية، بأن لا تعط طلابك حلولًا جاهزة. و دع الطلبة يحاولون بأنفسهم. فالإبداع يبدأ من داخل الطالب، إذا أخطأ الطالب لا تزجره أو تؤنبه ولا تصحح له الخطأ بنفسك، بل ساعده ويسر له اكتشاف الخطأ ومحاولة أن يصحح الخطأ بنفسه. قدم له إرشادًا، إعطه ثقة في نفسه وقدرته. وأن يتعلم من أخطائه. وإعط الطلبة فرص أن يتعلموا من بعضهم البعض في مجموعات تعاونية صغيرة. وشجع أن يقوم الطلبة بأكثر من حل. وشجع أن تثير الأسئلة والتمارين المعطاة بأن يضع الطلبة بأنفسهم أسئلة وتمارين أخرى أو يضيفون عليها. وبحيث تكون الأنشطة أداتية تعالج مشكلات تهمهم.
فالأنشطة الإثرائية ليست مقررًا ولكنها حديقة يستمتع الطلبة بورودها ومزرعة تنمو فيها أساليب تفكيرهم.