كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة كبيرة بين استخدام كريمات تفتيح البشرة، التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق، وزيادة الإصابة باعتلال الكلية الغشائي (MN)، وهو اضطراب يتميز بإفراز البروتين الزائد في البول.
وسلطت الدراسة، التي نشرها موقع "Financial Express"، الضوء على العواقب الخطيرة لاستخدام كريمات تفتيح الوجه، خاصة في مناطق مثل الهند، حيث تحظى هذه المنتجات بشعبية كبيرة.
وشدد الباحثون على التأثير المقلق والسلبي للزئبق الموجود في الكريمات، وذلك عند امتصاصه عبر الجلد، على مرشحات الكلى؛ ما يساهم في تطور اعتلال الكلية الغشائي، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تؤدي إلى المتلازمة الكلوية.
ووجدت الدراسة، التي فحصت 22 حالة من حالات اعتلال الكلية الغشائي المبلغ عنها بين تموز/يوليو من عام 2021 وأيلول/سبتمبر لعام 2023، اتجاها مثيرا للقلق بين المرضى الذين استخدموا كريمات التفتيح؛ فقد تراوحت الأعراض بين التعب الخفيف والوذمة الخفيفة وزيادة رغوة البول.
وأشارت الدراسة إلى أن 68% من الحالات كانت إيجابية بالنسبة لبروتين عامل نمو البشرة العصبي 1 (NELL-1)، وهو شكل نادر من اعتلال الكلية الغشائي المرتبط بالأورام الخبيثة.
وبيّنت أنه من بين 15 مريضًا إيجابيًا لبروتين عامل نمو البشرة العصبي، كان لدى 13 منهم تاريخ في استخدام كريمات تفتيح البشرة قبل ظهور الأعراض؛ ما يؤكد الدور المحتمل لهذه الكريمات في إثارة اضطرابات الكلى.
وأكدت الدراسة أنه يتم علاج معظم الحالات عند التوقف عن استخدام الكريمات المعنية؛ ما يشير إلى وجود صلة مباشرة بين استخدام الكريم وصحة الكلى.
وأعرب الباحثون عن قلقهم بشأن التوفر غير المنظم للكريمات في الأسواق، مؤكدين دور المؤثرين والجهات الفاعلة على وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لاستخدامها.
وشددوا على الحاجة الملحة للقيام بحملات توعية عامة للمستهلكين بالمخاطر المرتبطة بهذه المنتجات، وحثوا السلطات الصحية على التدخل للحد من انتشارها.
يُشار إلى أن الاستخدام المتفشي لكريمات التفتيح يشكل أزمة صحية عامة كبيرة، مع عواقب بعيدة المدى إذا تُركت من دون رادع، وفقًا للدراسة، التي دعت إلى اتخاذ تدابير حاسمة لتنظيم المنتجات الضارة، والحفاظ على صحة المستهلكين.