حسابياً، تخسر الإدارة الأميركية وهي تُعرِضُ عن مصالح وآراء ونصح حلفائها الدول العربية والإسلامية، الحريصة على الشرعية الدولية والعدل والاستقرار والسلم العالمي.
حسابياً، تتضرر صورة أميركا ومصالحها، بسبب موقفها المنحاز إلى الكيان الإسرائيلي، مقترف جرائم الإبادة الجماعية.
لقد وقعنا طوعاً، في وهم ان الغرب الذي برهن معاداته حقوق الانسان ، سيمرر مقترح إقامة دولة فلسطينية، وهو الذي يعاقب ويعزل رؤساء جامعاته ومفكريه وإعلامييه ودبلوماسييه، لمجرد انهم دعوا إلى وقف إطلاق النار على قطاع غزة !!
وعلى ذات النهج المعادي المنحاز، أعاقت الولايات المتحدة بطوربيد الفيتو، قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة. ماخذه خاطر الارهابي نتنياهو، الذي لم يأخذ خاطرها مرة واحدة، غير آبهة بالثمن السياسي الفادح من سمعتها أمام شعبها وأمام شعوب العالم والشعوب العربية والإسلامية.
ان فيتوات الحماية الأميركية غير المنقطعة، للجرائم الإسرائيلية غير المنقطعة، هي فيتوات ضد مصالح الأردن بكل تأكيد، وهي تمس أمن الأردن الوطني، حليف الولايات المتحدة الأمريكية !!
ان ما يجري من اغتيالات واعتقالات ومداهمات وإغلاقات، في الضفة الغربية المحتلة، فاق حدود التصور، وحدود الاحتمال، وارتداداته الوحيدة هي: الانتفاضة والثورة وعمليات الذئاب المنفردة واشتعال طوفانات جديدة للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال في شرائع كل الشعوب.
ان الفيتو الأميركي، يدعم المشروع الصهيوني التوسعي الصهيوني، الذي يعلن ان الأردن هو الوطن البديل.
وان هذا الفيتو، يولد كراهية لأمريكا، التي لولاها، لامتثل كيان الإحتلال الإسرائيلي للشرعية الدولية منذ عدة عقود، ولتوفرت الدماء والطاقات والموارد الهائلة، التي أتت عليها الحروب العربية الإسرائيلية.
وان الفيتو الأميركي، دعم لكيان الاحتلال والاستيطان ونظام التمييز العنصري والعزل والإبادة الجماعية، ودعم لعقيدة التوسع والاستيطان، وهو يسهم في استمرار الظلم والعنف، واستمرار الاحتلال، واستمرار عدم الاستقرار، واستمرار تهديد السلم العالمي
وتفاقم الاستيطان، وبالطبع استمرار المقاومة.
وسيؤدي الدعم الاميركي المطلق إلى افلات إسرائيل من المساءلة ومن العقاب، وإلى فتح جبهة الضفة الغربية، التي تزداد وحشية المستوطنين فيها.
هذا الموقف يهشّم فرص الحلول السياسية، ويدعم التطرف، ويزيد فرص عمليات اليأس والثأر الانتحارية.