الشيخ عبد الله ذياب العوران ورث الزعامة كابرا عن كابر ، احد القامات العريقة الأردنية العروبية التي يشهد له بالجود والكرم ، وفكاك للنشب. وهو واحد من كبار وجهاء الأردن، واهم القضاة العشائريين، وشعاره الذي لا يحيد عنه إحقاق الحق والعدل والمساواة وإصلاح ذات البين وإنهاء القضايا المعقدة.
واسعد الأوقات لدية فتلك التي يرسم فيها الابتسامة على محيا مواطن اثر انفتاح طاقة الفرج. ولاينام إلا وهو مرتاح الضمير.
- الشيخ عبد الله ذياب العوران :
ولد الشيخ عبد الله ذياب العوران في محافظة الطفيلة في عام 1927 ودرس حتى المرحلة الإعدادية ولكنه تميز في حدة الذكاء والفراسة والتي أدت لأن يكون من أقوى الشيوخ و القضاة العشائريين في عصره حيث ساهم في إنهاء مشاكل عشائر كثيرة في الأردن من جنوبها حتى شمالها وساهم في حل مشاكل عشائرية في خارج الأردن ومنها ( السعودية , العراق , وسوريا ) وشغل الشيخ عبد الله مناصب هامة منها :
-رئيس بلدية الطفيلة منذ عام 1964 وحتى 1980 .
-قاضي عشائر ( منقع دم ) منذ عام 1968 وحتى وفاته في عام 1994 .
فالشيخة لم تأت إلية منحة أو هبة، بل ورثها عن والده المغفور له بإذن الله الشيخ ذياب باشا العوران احد كبار وجهاء منطقة الطفيله والجنوب، حيث تعلم في مجلس والده ،طريقة استقبال والده للرجاجيل ويراهم وهم قادمون وخارجون . ويطّلع على حل قضاياهم . لهذا قرر بعد وفاة والده كيف يكون الولد رجلا عبر الاعتماد على نفسه.ومن اجل تحقيق نظرته القيادية فقد عشق الكلمة التي تقال وتكتب فلم يترك المدرسة، فقد واصل دراسته ليكون خطيبا قادرا على فك كل خيوط العقد التي تواجهه في حياته اليومية، وكان الشيخ ابو غازي يفكر كيف ينهض في حياته ويرتقي بها نحو الأعالي ليكون نجما أردنيا وعربيا ساطعا نورة نحو العلياء.
ولان النشمي شديد التعلق بما كان يقوم به والده فاتخذه قدوة له في مسيرته نحو معترك الحياة العامة لذا أصبح - الشيخ عبد الله ذياب العوران أحد أبرز الوجوه العشائرية في الأردن والمنطقة.
وتمكّن بفضل حنكته ودرايته في الأمور، ووعيه وتجربته أن يحقن دماء الكثيرين ،من خلال القانون العشائري الذي يعتبره داعما للقانون المدني ،ومساندا له وليس بديلا عنه.وكثيرا ما تلجأ إليه الدولة لحل قضية شائكة . كل هذه المرتكزات جعلته أن يأخذ على عاتقه أن يكون رجلا بكل معنى الكلمة ، يشار له بالبنان ، معتمدا على ارث وكنز زاخر بالمواقف الوطنية والقومية والإنسانية المشرفة ، وعلى أرضية صلبة . فكان قائدا محترفا في كل المواقف التي شارك فيها. ولا يخرج من القضية إلا وقد أرضى الجميع، واضعا نصب عينية مخافة الله، في كل خطوة يخطوها.
فالعباءة تلازمه أينما حل وارتحل. وهي جزء لا يتجزأ من حياته اليومية ، وهي تمثل رمزا للمشيخة والحشمة والوقار، وليس كل من لبس عباءة شيخ . وهو أنيق يحب الأناقة، باللباس العربي ، الشيخ ابا غازي كان مدرسة كريم الخلق والأخلاق والرجولة والشهامة الإخلاص .وكل من عرفه يقول : سلام الله عليكم ياشيخ ابا غازي يوم مولدكم ويوم تسيرون على دروب الخير، تركبون الخيل. وتشهد لكم أفعالكم أعداد الرمال، والإمطار وجريان الماء في السيول والوديان. سلام الله عليكم ياشامخا شموخ جبال الطفيله والشراه وقلاع الشوبك والأزرق وعجلون والكرك ، وكل أبناء عشائر الأردن الطيبين من شتى المنابت والأصول أينما كانوا قاطنين.
سلام الله عليكم يا من يقصدكم ولا تخيبون رجاه وتكتبون له شيك محبتكم (وصلت ) رصيده غلاتكم . وان قصرتم وحاشى لله أن تقصروا تطلبون منه العفو والسماح . سلام الله عليكم يامن لكم ، كثر التهلي والترحاب ( يا هلا ) .فأنت بين البشر لكم قدر وشأن. وكل واحد يتمنى ينوله من حبك جانبا، فكل الخصال النادرة فيكم، يا ما أسعدت ناس من شرّ الحياة وكدرها. والطيب عندكم شابك يديه في يديكم.
رحمة الله عليكم يا من لكم في قلوبنا مقر ومقيل ، وكل حرف من اسمكم عندنا خصال نبيلة، معطره بالشيح والقيصوم والهيل والقرنفل . رحمة الله عليكم من أهلكم وربعكم في الطفيله الغاليه الذين يدعون في صلواتهم وجلساتهم ان يرحمك الله ويسكنك فسيح جنانه وان يبقى الأردن وطن الأمن والإيمان والاستقرار والمحبة والوفاء .
هذا بعض من مآثر الشيخ " ابو غازي "، الشخصية الأثيرة، حيث ما تزال سيرته على ألسنة العامة والخاصة تتردد في مجالس العشائر والمضافات الكبرى إلى ما شاء الله.. الاهل والعزوة والعشيرة ابناء وبنات الطفيله أن الذاكرة الوطنية للطفيله زاخرة برجال كبار بفعلهم ، عظماء بانتمائهم العربي الأصيل كعهد الأردنيين في كل زمان، لم تكن وطنيتهم الناصعة إلا صورة وإكليل فخار على جبين مرحلة لن تنسى أبدا. وابا غازي رجل من رجالات الرعيل الاول في الطفيله الذين كانوا السيف في غمده لهم بتارا إذا أمروا ، و للحق اصلافا إذا سألوا ، حماة الدار ما لانت عزائهم و لا فترت سواعدهم ، و ما ضعفوا يوما و لا و لا إستكانوا للضيم أبدا ، نقاء في ضمائرهم ، سخاء في مكارهم ، ، وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها
وإن أنعموا لا كدروها ولا كدروا ..
ابا غازي فقد كان شيخا وعمدة الطفيله بالمعنى المطلق فهو لم يكن شيخا طفيليا ولا شيخا اردنيا فحسب بل هو آخر شيوخ الطفيله واخر معاقل الرجال .. ولإن فارقت الحياة جسدا، ظلت روحه باقية في وجدان وذاكرة ابناء الطفيله والوطن وفي كل زاوية من زوايا الطفيله وحاراتها ومجالسها وفي كل مكان وطأته قدماه .. سلام على روحه في الاولين والاخرين وسلام على روحه في الخالدين .. صور قديمة تحكي الاردن