سنوات عديدة مضت بعد أن قاد الزعيم الأديب زيد الرفاعي مجلس الملك بحكمة ورزانة وشجاعة وإنجاز ....وخرج دون ضوضاء وبأدبٍ جم ...خروج الواثق المطمئن ...الذي اعطى دون مِنّه ....وأحب دون تگلف ...ليترك الساحة لغيره من الذوات المحترمين الذين إطمأن لهم جلالة الملك لإكمال هذه المسيرة الديمقراطية المباركة .
وحين اتخذ الرفاعي قرار راحته من العمل السياسي الرسمي .. ..لم يشأ أن يُناكف ..أو أن يَحرَدَ....أو أن يبخل برأيه السديد العميق ..ومشورته الأمينة الصادقه .....على وطنه وأهله وقيادته....ولم يحنث الرفاعي بقسمٍ...ولم ينقلب على بيعه ... وشكّل بدهائه وعبقريته مدرسةً سياسيةً وطنيةً عز نظيرها ...ولم يشأ هذا الرجل الحكيم ... ان يُتخمنا....كما أتخمنا كثيرون ممن امتطوا صهوة السياسة عُنوةً..... ببطولاتهم الوهمية ...وتاريخهم السياسي .. ..وانجازاتهم الخارقة.... وتضحياتهم الجسام. ...ولوشاء ..ان يتحدث عن سيرته ....لأعلمنا كيف رافق الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه ..في أحلك الظروف....وأقساها .....وكيف حمى بظهره ..جسد الحسين..من رصاص الغدر والخيانة.....في أحداث ايلول المشؤومة .
ويسجل لزيد الرفاعي..إعتداده بنفسه ووطنه وقيادته ..وأنه لم يرتمي كما ارتمى كثيرون في أحضان عرّابي المد القومي ...والحركة الشعبوية الناصرية التي اختطفت الشعوب وسحرتها في خمسينات القرن الماضي ...وها هو يقف اليوم ..كما كان وسيبقى ....كالطود في وجه العاتيات ....مؤمناً أبدياً
بالاردن وطناً عزيزاً شامخاً ...لايضاهيه في هذه الدنيا وطن .