كشف مدير مستشفى كمال عدوان الواقع في شمالي قطاع غزة، جانبًا مروّعًا من استهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفى، وإحداثه دمارًا واسعًا في مرافقه؛ ما أخرجه عن الخدمة تمامًا للمرة الثانية.
ويعيش شمالي قطاع غزة وتحديدًا مخيم جباليا عملية عسكرية إسرائيلية هي الأشرس من نوعها منذ بدء الحرب، لا سيما مع توغل الجيش إلى عمق المخيم، وقصفه الأحياء السكنية، والمستشفيات التي خرجت عن الخدمة.
ولم تسلم المستشفيات والمراكز الطبية من الاستهداف الإسرائيلي، فقد قصف الجيش مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا بصاروخ استطلاع وبضع قذائف مدفعية؛ ما أسفر عن سقوط إصابات وإخلاء المستشفى تحت القصف المدفعي ورصاص القناصة. كما حاصر الجيش الإسرائيلي مستشفى العودة شرقي مخيم جباليا عدة أيام، قبل أن يقوم باقتحامه وقصفه وإخلائه بالقوة من الطواقم الطبية والجرحى في ظروف قاسية للغاية.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان د. حسام أبو صفية، إن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بالمرات العديدة الماضية التي قصف فيها المستشفى، بالإضافة إلى قتل العديد من المواطنين بداخله، ويريد تكرار المشهد مرة أخرى.
وأضاف أبو صفية أن الجيش الإسرائيلي كان ارتكب مجزرة مروّعة قبل عدة أشهر عندما اقتحم المستشفى واعتقل الطواقم الطبية ونكّل بالجرحى والمواطنين ودفنهم أحياء في ساحة المستشفى.
وتابع، مرة أخرى يعيش عشرات الآلاف من المواطنين بلا خدمات علاجية في استمرار واضح للإبادة الجماعية، واستهداف المستشفيات والمراكز الطبية، وإخراجها عن الخدمة تمامًا خير دليل على ذلك.
وأشار المسؤول الطبي إلى أن مصير مئات الجرحى بعد الآن هو الموت الحتمي والنزف في الشوارع والطرقات وفي أماكن الاستهداف، دون القدرة على تقديم العلاج اللازم لهم.
وأوضح، لم يعد هناك ما يمكن أن يقدم كدليل بأننا نتعرّض لإبادة بشرية وتطهير عرقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا يقتصر الأمر فقط على استهداف المستشفيات.
من جهته قال استشاري الطب وجراحة العظام بمستشفى العودة د. سعيد جودة، إنه وطاقم المستشفى ومئات الجرحى والمواطنين تعرضوا لحصار إسرائيلي خانق لعدة أيام، جرى فيها استهداف المستشفى ببضع قذائف، كما جرى منع دخول أو خروج أي شخص إلى المستشفى.
وأضاف جودة ، لقد كان هذا الحصار الثاني للمستشفى خلال هذه الحرب المستمرة ومع استمرار واشتداد الحصار ونفاد بعض الأدوية المهمة والمستلزمات العلاجية سببًا في تعرض بعض الجرحى للموت متأثرين بهذا النقص، حيث حوّلوا بحصارهم غرف التعافي إلى مقابر جماعية.
وتابع، اقتحم الجيش المستشفى وسط إطلاق نار كثيف وإطلاق لقنابل الغاز السام داخل مباني المستشفى؛ ما أدى إلى حدوث عشرات حالات الاختناق، كما تم الاعتداء الوحشي على الطواقم الطبية والجرحى والمواطنين واعتقال عدد منهم.
وكشف المسؤول الطبي، عن إفراغ المستشفى بالكامل تحت التهديد بالقتل في مشاهد قاسية جدًّا، ودون مراعاة وجود جرحى بإصابات خطيرة، مؤكدًا أن إخراجهم بهذا الشكل هو عملية إعدام ميداني.
ولفت إلى أن شمالي قطاع غزة بالكامل لم يعد فيه أي نقطة طبية لعلاج الجرحى والمرضى؛ ما يرفع احتمالية ازدياد عدد القتلى بشكل كبير، لا سيما مع استمرار واشتداد القصف الإسرائيلي على الأحياء السكنية ومراكز الإيواء داخل مخيم جباليا في ظل التوغل إلى مناطق العمق.