يرى محللون روس أن اعتزام وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك كاميش، زيادة عدد العسكريين على الحدود مع بيلاروسيا، "محاولة من واشنطن لخلق عدو وهمي، ودفع دول أوروبا الشرقية نحو شراء السلاح الأمريكي".
وقال كاميش، إن الإجراءات العسكرية تتضمن "تركيب حواجز خرسانية مسلحة على الحدود، بالإضافة إلى معدات لرصد وإسقاط الطائرات بدون طيار".
وكان وزير الدفاع البولندي ذكر، في وقت سابق، أن وارسو اشترت أربعة مناطيد استطلاع من طراز "باربرا" من الولايات المتحدة لمراقبة المجال الجوي على الحدود مع روسيا وبيلاروسيا، وهي قادرة على اكتشاف الصواريخ والطائرات بدون طيار داخل دائرة نصف قطرها يغطي 300 كيلومتر.
"الترويج للسلاح الأمريكي"
وقال الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، يوري تساريف، إن "حالة الفزع التي تعيشها وارسو ليست جديدة، ولم تبدأ مع بدء الصراع في أوكرانيا".
وأضاف تساريف، أن "هناك تخوفات دائمة تعيشها السلطات نابعة من تقارير استخباراتية غربية وتحديدًا أمريكية، والهدف منها خلق عدو وهمي لإغراق أوروبا بالديون أكثر، خاصة الدول الواقعة في شقها الشرقي، لشراء السلاح الأمريكي"، مشيرا أن صفقة المناطيد التي اشترتها وارسو من واشنطن تندرج تحت هذا الأساس.
وتابع: "تلعب الولايات المتحدة بذكاء داخل أوروبا وتحركها كما تشاء، وحجم بيع السلاح الأمريكي خلال السنوات الأخيرة تضاعف في القارة، ومن يقوم بالدعاية هي أجهزة الاستخبارات ضمن قاعدة الخطر وردعه".
وقال أيضا: "يُضاف إلى بيع السلاح زرع حالة خوف دائمة من روسيا، وهو ما يجعل الدول تتمسك أكثر بتحالفاتها مع الولايات المتحدة وعدم التفكير بأي حل سياسي لتطبيع العلاقات مع روسيا؛ وبذلك تضمن واشنطن بقاء السيطرة على القارة، وعزل روسيا عن جيرانها الأوروبيين".
"أهداف سياسية داخلية"
ويرى الخبير في الشؤون الأوروبية، كيريل دريبالوف، في، أن "السلطات الحالية في وارسو تحاول جاهدة إظهار أن الدولة مستهدفة، وأن الإجراءات التي تتخذها تحمي سيادة البلاد، وتردع أي مخطط روسي يستهدفها".
وقال: "في هذا السياق استطاعت السلطات تدجين الرأي العام بما يخدم مصالحها، وإقناعه أن الأزمة الاقتصادية، واللاجئين، وكلَّ ما يجري في هذه الدولة من أزمات وراؤها روسيا، وأن السلطات تسعى لإيقاف المؤامرة، وبهذا تضمن هذه الشخصيات السياسية البقاء في السلطة".
ويضيف في ذات السياق: "هناك أصوات معارضة داخل بولندا لهذا الحجم من التجييش ضد روسيا، لكن يتم قمعها بأساليب ناعمة بمساعدة سلاح الإعلام".
وأشار إلى أن "روسيا بالتأكيد لا تسعى لاحتلال بولندا"، متسائلا عن سبب خوف بولندا رغم أنها عضو في حلف شمال الأطلسي.
ولفت إلى أن أمريكيا وأوروبا "فشلتا في عزل روسيا عن محيطها الطبيعي"، وقال إن "الأمر أبعد من أوكرانيا، وهو محاولة للقضاء على أي قطب جديد يزاحم أمريكيا على قيادة العالم".وكالات