يستخدم الفنان الفلسطيني أيمن الحصري من قطاع غزة، الخيام التي حصل عليها جراء النزوح، وسط الحرب والقصف الإسرائيلي المستمر، لنقش بعض الرسومات والعبارات عليها.
وقال الفنان الحصري: "في حياة النزوح كانت آخر اهتماماتي بالفن، فنحن بالكاد نستطيع تلبية احتياجاتنا الأساسية، ولكنّي كنت أقتطع من وقتي ما أستطيع، من أجل نقش بعض الرسومات على جدران الخيام".
وأضاف الحصري ، لقد نزحت من منزلي في مدينة غزة تحت القصف الإسرائيلي المكثف، ونيران المدافع، تاركًا خلفي رسوماتي ولوحاتي ومعداتي بحثًا عن الأمان لعائلتي.
وتابع، لم يكن الوقت كافيا لممارسة الهواية والفن معًا، فقد سيطرت حياة النزوح على معظم ساعات اليوم في محاولة لإنجاز متطلبات الحياة، التي باتت تحتاج إلى جهد مكثف لإنجازها بعد أن كنًا لا نشعر بها قبل الحرب.
وأكمل الفنان الفلسطيني، الإبداع غالبًا ما يكون مقرونًا بلحظات من المعاناة التي تجعل الفنان يظهر كل المكنون الفني الذي بداخله، لا سيما عندما يعيش هذه المعاناة بنفسه فيضطر إلى رسم مشاعره وأحاسيسه.
وأوضح، وهذا ما كنت أفعله حيث تنقلت نازحًا نحو سبع مرات بحسب العمليات العسكرية الإسرائيلية، كنت في كل مرة أقوم بنقش الرسومات والكلمات على خيمتي والخيام المجاورة كنوع من توثيق هذه اللحظات التاريخية، مشيرًا إلى أن الفن هو إحدى أدوات التأريخ القديم والمعاصر، وهذا ما كان يفعله الفراعنة عندما أرخّوا جميع مناسباتهم ولحظاتهم بالنقش على الحجارة.
وأضاف الحصري، كنت أستمتع بتواجد الأطفال وأهالي الخيام حولي، وأنا أقوم بنقش لوحات الكاليجرافي والرسومات والكتابات على جدران الخيمة.
وأوضح، "لقد وثقت الكثير من اللحظات والمناسبات، فقد مرّ علينا شهر رمضان الكريم ونحن في الخيام، ومرّ أيضًا عيد الفطر ونحن في الخيام، وغالباً سيمر عيد الأضحى ونحن أيضا نعيش حياة الخيام"، مبينا "كنت أحاول رسم ونقش العبارات التي يمكن أن تزيد من صمود المواطنين وترفع من معنوياتهم وتحثّهم على الإصرار على تغيير الواقع".
وختم الفنان الحصري حديثه قائلًا:"أرجوكم لا تعتادوا المشهد ولا توهموا أنفسكم بأنكم تأقلمتم، نحن مجبرون على التعايش ونريد أن ترجع حياتنا كما كانت سابقاً ، ولو أن هذا صعب جدًا ولكننا لن نتوقف عن المحاولة".