قدمت الكاتبة نيها هيرانانداني 4 نصائح لشحذ عقل الطفل في العصر الرقمي، لا سيما أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات يؤدي إلى ترقق القشرة الدماغية لدى الأطفال قبل الأوان.
وتعد الطفولة فترة حرجة للتعلم ونمو الدماغ، ويعوق الاستخدام الواسع النطاق للأجهزة الرقمية في الوقت الراهن عملية النمو عن طريق الحد من التحديات المعرفية اللازمة للنمو.
ويمكن أن يؤدي التعرض لفترات طويلة للشاشات إلى تقصير فترة انتباه الأطفال، ما يجعل من الصعب عليهم التركيز على المهام لفترات طويلة، كما أن الإشباع الفوري من الوصول المستمر إلى الإنترنت يمكن أن يحد من التفكير النقدي، ومهارات حل المشكلات، حيث يبحث الأطفال غالبًا عن إجابات سريعة بدلاً من العمل من خلال التحديات.
ويؤثر الاستخدام المستمر للأدوات الذكية على تنمية المهارات الاجتماعية، حيث يفقد الأطفال الاهتمام بالتفاعلات وجهًا لوجه، وهو أمر ضروري لبناء الذكاء العاطفي والتعاطف، كما يمكن أن يؤدي التعرض للضوء الأزرق من الشاشات أيضًا إلى تعطيل النوم، مما يضعف وظائف المخ وقدرات التعلم.
وفي كتابها "iParent: Embracing Parenting in the Digital Age"، 4 تُقدم الكاتبة هيرانانداني 4 نصائح عملية للآباء لتعزيز ذكاء أطفالهم وصحتهم العقلية وسط عوامل التشتيت الرقمية، بحسب موقع"hindustantimes" .
تقليل المهام المتعددة
وغالبًا ما يعتقد الأطفال أن بإمكانهم أداء واجباتهم المدرسية بشكل فعال أثناء استخدام أجهزة متعددة في وقت واحد، لكن تُظهر الأبحاث أن أداء المهام المتعددة يمكن أن يكون ضعيفًا.
وتدعو الكاتبة إلى تشجيع الأطفال على تجنب تعدد المهام، والتركيز بدلاً من ذلك على مهمة واحدة في كل مرة لتحسين كفاءتهم وأدائهم المعرفي.
استرخاء
يميل الآباء المعاصرون إلى المبالغة في جدولة حياة أطفالهم، والموازنة بين الأنشطة المتعددة مثل دروس اللغة، ودروس الموسيقى والرياضة، في حين أن الممارسة الهولندية المتمثلة في "نيكسن/أي عدم القيام بأي شيء"، تكتسب شعبية.
وتشير الدراسات إلى أن السماح للأطفال بأخذ وقت راحة، أو التحديق ببساطة من النافذة أو الاستلقاء على السرير، يمكن أن يعزز الإبداع، حيثُ يمكن أن تؤدي هذه الاستراحة إلى لحظات من الإلهام والاسترخاء، وهو أمر ضروري للصحة العقلية.
التفريغ بشكل انتقائي
وعلى الرغم من أن التكنولوجيا توفر الراحة، إلا أنه من الضروري للأطفال أن يقرروا بشكل انتقائي ما يجب تحميله على أجهزتهم.
ويجب تشجيع الأطفال على تجربة لحظات الجمال والأهمية، مثل الاستمتاع بلوحة فنية أو اكتمال القمر، دون اللجوء فورًا إلى التقاطها بهواتفهم، حيث يمكن أن يكون تخزين الذكريات في القلب أكثر أهمية من تخزينها في ألبوم صور الهاتف.
تدفق يُناسبك
إن مشاهدة عازفة كمان منغمسة في أدائها يمكن أن توضح مفهوم "التدفق"، وهي الحالة التي يكون فيها المرء منغمسًا تمامًا في النشاط، الذي يمارسه.
وتحرر التكنولوجيا القدرات العقلية التي يمكن استخدامها لبناء خبرة حقيقية في مجالات الاهتمام، لذلك يجب تشجيع الأطفال على الانخراط بعمق في الأنشطة التي يحبونها، ما يحقق حالة من التدفق تعزز الرضا والإتقان.