حذرت منظمة آكشن إيد الدولية من الكارثة البيئة الخطيرة التي خلفها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، لافتة إلى أنه أدى إلى آثار مدمرة طويلة المدى على البيئة والتنوع الحيوي والبيولوجي فيه.
وأوضحت المنظمة في بيان لها اليوم بمناسبة يوم البيئة العالمي أن العدوان الإسرائيلي لم يشكل كارثة لسكان غزة فحسب من حيث ارتفاع أعداد الضحايا وتهجير أكثر من 85 بالمئة منهم، بل شكل كارثة على البيئة أيضاً، ما أدى إلى زيادة كبيرة في تلويث الأرض والتربة والمياه، وألحق أضراراً بما يُقدر بنحو 55 بالمئة من المباني في القطاع من جراء القصف، وترك الأرض مغطاة بما لا يقل عن 37 مليون طن من الركام، معظمها مملوء بالقنابل غير المنفجرة.
وأشارت المنظمة إلى أن العدوان أدى إلى تلويث التربة والمياه الجوفية بفعل تسرب المواد الكيميائية والسموم الناتجة عن الذخائر إليها، إضافة إلى تدمير طيران الاحتلال الإسرائيلي 42.6 بالمئة من الأراضي الزراعية، في حين تظهر صور الأقمار الصناعية تدمير وتجريف ما يقارب نصف أشجار غزة.
ولفتت المنظمة إلى أن التدمير الممنهج للقطاع المنكوب أدى إلى إعاقة القدرة على توفير الطعام للفلسطينيين عبر زراعة الخضراوات والفواكه والقمح، وهو ما أسفر أيضاً عن تصاعد حدة المجاعة في القطاع الذي يتعرض فيه أكثر من 3500 طفل دون سن الخامسة لخطر الوفاة من جراء نقص الغذاء.
وبينت مسؤولة التواصل في المنظمة رهام جعفري أن العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي لم يتسبب فقط بمقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال، بل خلق تأثيراً مدمراً على البيئة الطبيعية، وأدى إلى تعطيل نظمها البيئية وتنوعها البيولوجي بشدة.
ولفتت جعفري إلى أن الإرث السام لهذا العدوان سيظل حياً في الأرض والتربة والمياه لسنوات عديدة قادمة، فتدمير الأراضي الزراعية والدفيئات الزراعية جعل إنتاج الغذاء شبه مستحيل في غزة، بينما يتضور الناس جوعاً ويموت الأطفال بسبب سوء التغذية.