فتحت السلطات الجزائرية تحقيقًا في احتمال تورط قناة تلفزيونية بعد إذاعتها لبرنامج أساء إلى إمام المسجد والداعية الجزائري المعروف عمر بن زاوي، من خلال استضافة شخص اتهم الإمام بالاستيلاء على أموال تبرعات مخصصة لابنة هذا الشخص، وهو ما اتضح لاحقًا أنها اتهامات باطلة تراجع عنها صاحبها.
وأصدرت سلطة ضبط السمعي البصري، بيانًا حول برنامج "خليها على ربي" الذي يبث على قناة "النهار" جاء فيه: "بادرنا دون تلقي شكوى بالاستماع إلى الأطراف المعنية بقضية الحصة التي بثت على قناة النهار التي عرضت فيها ادعاءات والد طفلة يواجه فيها إمامًا بشأن عملية جمع التبرعات لمعالجة ابنته".
وأضاف البيان: "البرنامج التلفزيوني (خليها على ربي) على قناة النهار، أثار جدلًا وناقش قضية اجتماعية أثارت سجالًا حادًّا في وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما راج عنه مغالطات وغموض".
وتابع البيان: "نوضح للرأي العام بأننا نُراقب دومًا وتلقائيًّا البرامج التلفزيونية عقب بثها وننظر في الوقائع المسجل فيها تجاوزات بمبادرة منا أو بناء على شكوى أطراف".
وأردف: "يجري التحقيق بعناية لفهم جميع الجوانب المتعقلة بالقضية والنظر بما تقتضيه الإجراءات والحكمة لضمان تطبيق القانون بشكل صحيح وعادل بغية إصدار قرارات مؤسسة وقطعية ستتخذ على ضوئها السلطة قرارها النهائي".
وختم البيان: "النقاشات العامة حول القضايا الاجتماعية في جميع الوسائل السمعية البصرية تقتضي الحرص الشديد على الموضوعية واحترام المعايير الأخلاقية والقانونية".
ودشّن نشطاء جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة مع الداعية عمر بن زاوي، إمام وخطيب مسجد بدر حي يحياوي، في ولاية سطيف، إثر تعرضه لاتهام بسرقة مبلغ مالي ضخم.
وشهد وسم "كلنا متضامنون معك"، ووسم" كلنا الشيخ عمر بن زاوي" تفاعلًا كثيفًا من رواد المنصات المختلفة الذين اجتمعوا على حب الداعية واستنكار ما يتعرض له من "تشويه سمعة".
وتبارى أهالي المنطقة الذين يعرفون الداعية في سرد خصاله الحميدة وأعماله الخيرية، مؤكدين أنه من وقف على بناء صرح برج القرآن وتنظيم الدراسة فيه بكيفية احترافية، وهو كذلك من وقف على مشاريع خيرية جمّة أهمها شراء سيارات إسعاف متطورة بأموال المحسنين، وكان ولا يزال قبلة لكل طالب إعانة أو فقير أو محتاج، فلم يترك صاحب حاجة إلا وسار في حاجته.
وعلق الشيخ بن زاوي على الواقعة، مشيرًا أن الرجل جاءه من ولاية تيارت برفقة ابنته فلم يرده وسمح له بجمع المال داخل المسجد ولا يعلم كم أعطاه المحسنون. وخاطب الرجل قائلًا: إذا أردت أن تتاجر بابنتك فليس على حساب الإمام".
وتداول النشطاء فيما بعد تسجيلات صوتية للشخص صاحب الاتهام، وهو يتراجع عن اتهامه الموجه للشيخ، ويعتذر ويطلب الصفح من الجميع.