تُعد الإبل منذ مئات السنين وسيلة من أهم وسائل النقل البري لدى الحجاج الذين تنساب قوافلهم على ظهورها في رحلة مليئة بالمشاق والمتاعب والمخاطر؛ إذ يخترقون الجبال، ويقطعون أماكن وعرة، تمتد أشهرًا عدة نحو حلم زيارة البيت العتيق، وأداء شعيرة الحج.
ومنذ القدم حتى الآن لا تزال قوافل الحجاج اليمنيين تعبر محافظة رنية، التابعة لمنطقة مكة المكرمة، والواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي منها. وقد خلد التاريخ الكثير من القصص والأحداث والذكريات للحجاج عبر هذا الطريق؛ إذ تبدأ رحلة الحاج اليمني من منفذ الوديعة، مرورًا بمنطقة نجران متجهًا إلى الحجاز عبر محافظة رنية، التي تُعد وجهة ضيافة واستراحة للحاج اليمني.
عام الإبل ورحلة الحج
وتزامنًا مع عام الإبل 2024م نفَّذت بلدية محافظة رنية مبادرة نوعية "الحج على الإبل"، استذكرت خلالها عبق الماضي بحاضر التقدم والازدهار، وتستهدف الحجاج اليمنيين. وقد استقبلت منذ الأيام الماضية ما لا يقل عن 11 ألف حاج عبر أكثر من 275 حافلة.
من جانبه، قال محمد بن إبراهيم السبيعي، مدير الإعلام والاتصال المؤسسي في بلدية رنية، لـ"سبق": حرصت البلدية على إطلاق مبادرات نوعية في استراحة الحجاج خدمة لضيوف الرحمن، بالتزامن مع عام الإبل، لعل من بينها المبادرة النوعية "الحج على الإبل"، التي تتناول جانبًا من جوانب رحلة الحج التي كانت في السابق، وتعلوها المخاطر والعراقيل، وتمتد أشهرًا عدة مرورًا بمحافظة رنية، التي كانت محطة من محطات الحاج اليمني، ويروون تفاصيلها للأجيال.
وأضاف: أصبحت رحلة الحج اليوم -ولله الحمد- تسير وسط منظومة خدمات نوعية ومميزة تماشيًا مع رؤية 2030م، التي نقلت الحج لأعلى المستويات الملحوظة والمتجددة في كل عام، من خلال تضافر الجهود المقدمة لخدمة ضيوف الرحمن منذ قدومهم حتى عودتهم سالمين غانمين.
استعدادات وضيافة
ترجم الحجاج اليمنيون القادمون عبر محطة ضيافتهم في محافظة "رنية" مشاعرهم، وثمنوا الخدمات المميزة والاستعدادات الكبيرة التي وصفوها بـ"أعلى المعايير"، وغير المستغربة على السعودية حكومة وشعبًا، كما قدموا شكرهم على كرم الضيافة ورُقي التعامل من قِبل الجهات كافة المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن طوال رحلتهم.
يُذكر أن استراحة الحجاج بـ"رنية"، المخصصة لاستقبال الحجاج القادمين من اليمن، مهيأة بأقسام رجالية ونسائية، وجميع مرافق الخدمات من عيادات صحية وضيافة متكاملة تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بتذليل الصعوبات كافة التي قد تعترض الحجاج، وتقديم الخدمات الجليلة لهم جميعًا؛ لأداء مناسكهم بكل يُسر وسهولة. وكالات .