انها زيارتي الأولى لبيت الأردنيين، بيت سيدنا أبو حسين حفظه الله ورعاه، الديوان الملكي الهاشمي، كانت تجربة فريدة ورائعة بكل تفاصيلها، شعور لا يضاهيه شعور، زيارة مليئة بالحب والفخر والاعتزاز.
فالبداية كانت من اول بوابة للحرس الملكي المهيب عندما رحبوا بنا وقالوا اهلا بكم بكل حب وتواضع واحترام، وابتسامه جميلة تعلو الشفاه، متواضعين في التعامل، وفي وجوههم هيبة واجلال، فتذكرت لحظتها وانا طفل صغير أقف امام علم المدرسة في الطابور الصباحي اودي تحية العلم وأقول عاش المليك، عاش المليك، ساميا مقامه، خافقات في المعالي اعلامه..... تذكرت شعور الاعتزاز والكبرياء وانا أقف امام هذه الهيبة، اما الطواقي الخضر، الممتدة الى علم الأردن الشامخ، انه شعور الامن والراحة والطمأنينة، والفخر والاعتزاز...
وما أجمل من رحب بنا في البيت الكبير، ابتسامات لا تفارق وجوههم، حيث جلستُ قليلاً في غرفة علّقت على جدارها كل من مروا من هنا، الرؤساء السابقون للديوان الملكي العامر، صور تحمل معهما تاريخ دولة حديثة، دولة عظيمة، صور تستذكر معها كل الإنجازات العظيمة التي حققها الهاشميون على مدار اكثر من مئة عام في بناء الدولة الحديثة، وانت جالس هنا يمر شريط الذاكرة لعائلة يمتد نسبها الى ذرّية الحسن بن علي مِن نسْل أهل البيت، وهم اشراف مكة، والذين تولّوا زعامتها وحكموا منطقة الحجاز بما ينوف على ألف سنة (967-1925م)، وحوالي ألفَي عام من الوجود المسجّل، وهي بذلك من أقدم الأسر الحاكمة في العالم وأعرق الأسر العربية.
ما هي الا دقائق قليلة حتى دخلت الى مكتب معالي السيد يوسف العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي الأردني، رجل عظيم بتواضعه، مدهش بإحساسه، كريم، عزيز، محب للعرش وللوطن، رحب بنا بابتسامته الحنونة، لكسر حاجز اللقاء، بدانا الحديث معا و قمت بالاشادة بخطاب جلالة الملك الذي القاه أمام الأردنيين والعسكريين من القوات المسلحة الأردنية _الجيش العربي والأجهزة الأمنية و الذي لامس ارواحنا قبل قلوبنا، ورفعنا الى مقامه السامي والى ولي عهده الميمون أجمل باقات التهنئة والتبريك بمناسبة اليوبيل الفضي لتوليه سلطاته الدستورية.
وحول مشروعنا الوطني في حفظ التراث الأردني، استمع معاليه بكل تواضع، وكانت كلماته المشجعة وقعها عظيم في قلبي، وطريقا واضح سأسلكه ان شاء الله، ليصب كل أهدافه في خدمة الأردن الغالي.
شكرا معالي السيد يوسف العيسوي، وشكرا لكل العاملين في الديوان الملكي الهاشمي العامر، حمى الله الأردن في ظل صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المفدى و صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد ، وكل عام والوطن وقائد الوطن بألف خير.