في خطابه القيِّم الرزين ..الذي أتحفنا به أول امس دولة نائب رئيس مجلس الاعيان سمير الرفاعي..حول (خيارات الاردن حيال التحديات الراهنة )...بدعوةٍ من جمعية الحوار الديمقراطي وبالتعاون مع النادي الارثوذكسي ..شخّص الرفاعي .. واقع التحديث السياسي...وتجربة التحزّب على الساحة الوطنية ....ويسجل للرفاعي انه كان شفافاً وصريحاً ...وبارعاً في سرديته .وفي طرحه .....ولم يشأ أن يخفي خيبة أمله من مراوحة العديد من الأحزاب الدوران حول نفسها وحول الشخوص والأسماء ...ومن عجزها عن وضع برامج تعكس نضجاً وبلوغاً سياسياً يليق بهذا الوطن واهله وقيادته ...ومن المهم هنا ان نشير الى ان خطاب الرفاعي لم يكن ابداً خطاباً شعبوياً استعراضياً..كما هو ديدن الكثيرين من سياسيينا ...بل كان مراجعة وطنية صادقة لرؤىً وتطلعات سياسية تُرجِّمت لتعديلات دستورية جوهرية واستشرافية ...لتترسخ نهجاً أصيلاً لارجعة عنه في حياتنا السياسية القادمة ..وهي دعوةً وطنيةً صادقةً لشد الأحزمة ..ورص الصفوف ...وتحصين جبهتنا الداخلية ...لصناعة مستقبلٍ وطنيٍ مشرق تنعم به أجيالنا القادمة.
وحينما يؤثرُ البعض من السوداويين من سياسيينا ان يدسّوا دائماً رؤوسهم بالرمال .. هرباً من مواجهة التحديات ....مُكتفين بالندبِ والنقدِ ووضع عُصيِّهم في دواليب هذا الوطن....وقف الرفاعي لا مُوارباً ولا مُتصنعاً ولا مُداهناً ...ليدِّق ناقوس الخطر ... ويدعونا جميعاً لأن نكون بمستوى هذا التحدي ...وأن لانخذل هذا الوطن وقيادته وأهله ...فالأردن وطنٌ عظيم ...تحكمه أُسرةٌ هاشمية حكيمة ونبيلة ..ويقوده ملكٌ شجاعٌ وعظيم ...ومع ان هذا الوطن قد خُلِق في عين العاصفة .. لكنه سيبقى وطناً عزيزاً شامخاً... كالطود في وجه العاتيات ..تتحطم ُ على صخرته الصلبة كل التحديات ...وتحرسه عناية الله العلي القدير ..وزنود أبنائه السُمر المخلصين في قواتنا المسلحة الباسلة ..وأجهزتنا الامنية المحترفة.