ما أحوجنا في هذه الأيام أن نستذكر هذه المناسبة العظيمة التي كانت نقطة تحول في نشر الدين الاسلامي. وبزوغ فجر جديد للبشرية جمعاء ؛ كيف لا وبطل هذه القصة هو أعظم الناس واشرفهم. سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.
لقد كانت الهجرة النبوية من أبرز محطات حياة المصطفى رسول الامه.؛ من مكة المكرمة. مولده ونشاته الى المدينة المنورة نواة تأسيس الدولة وانطلاقة الدين إلى العالم كله.
قصة الهجرة النبوية ستبقى خالدة في قلوبنا نتعلم منها ما كانت الأرض قائمه. والسماء ممتدة والجبال شامخة. هي خالدة بخلود هذا الدين ؛ أنها محطة المسلم الذي أن ضاقت عليه الحياة عاد إليها ليتزود منها ما يقويه ويجدد طاقته وإيمانه.
اول هذه الدروس العظيمة هي التضحية في النفس والمال وكل شيء لرفع وسمو هذا الدين.
لقد ترك الرسول الاعظم كل ما احبه في مكه وهاجر من أجل هذا الدين... نعم العقيدة اولا..وهذا ينقلني الآن وفي هذا الزمن إلى تلك الفئة المجاهدة في فلسطين الذين ضحوا في الولد والأهل وكل شيء من أجل المسجد الأقصى. . والذي هو جزء من مقدسات الامه وعقيدتها.
ثانيا . اختيار الصاحب المخلص والرفيق والصديق درس مهم اخر يعلمنا إياه رسولنا الكريم. لقد ضحى أبا بكر بنفسه في الغار لحماية صاحبه.. وضحى علي بن ابي طالب بنفسه عندما نام مكان الرسول الاعظم. كيف لا وهما يعلمان أن نشر هذا الدين منوط بحفظ الرسول وإيصالها إلى بر الأمان. وهي صحبة وما أعظمها من صحبة . وكم نحن اليوم بحاجة الى مراجعة حقيقية لاختيار الصاحب والصديق. لنا ولابنائنا أيضا .
ثالثا التوكل على الله.. والايمان المطلق بأن الله ينصر عبده ما دام العبد مع الله. قال تعالى،: "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم" [التوبة: 40. ونحن اليوم بحاجة ماسة إلى الرجوع الى الله. نعم إن الحياة المادية التي نعيشها اليوم تأخذ جزء كبير من وقتنا . أننا بحاجة الى إنعاش ارواحنا . والتقرب أكثر إلى الخالق . حيث الرزق والخلاص كله بيده وحده.
الهجرة درس مفتوح لنا جميعا.. كلما ضاقت عليك الدنيا عليك أن تعود الى محطة الهجرة. .. توقف هنا وتزود بالإيمان والصبر والإخلاص للدين والخلق الحسن وانطلق في الحياة من جديد .