ذكريات بسام حجاوي في جبل عمان عندما انتقل المرحوم والدي إلى عمان في منتصف الخمسينيات ، كان منزلنا بالقرب من مستشفى ملحس وكان والدي صديقا قريبا لمؤسس اول مستشفى خاص في عمان ، المرحوم الدكتور قاسم ملحس ،
وكان اصدقائي في الحارة محمد الابن الاصغر للدكتور قاسم ، والمرحوم ماجد الشقيق الاصغر للمرحومين سلطان ومصطفى العدوان، والمرحومين هشام وفايز احمد الطراونة ، وأبناء عبد الرحمن خليفة، وخالد وحسام سعيد ملص ، وعدنان وغسان بهجت التلهوني وآخرون اعزاء ..
كان بعضنا يلتقون في معظم الايام بعد المدرسة في حديقة المستشفى الخلفية ونلعب كرة القدم ونتسامر.
لكن ما لفت انتباهي وانا في سن مبكرة كان شقيق محمد ملحس ، عثمان، والذي كان يكبرنا بعدة سنوات. .
كان عثمان يتخذ زاوية من الحديقة ويجلس قرب كوخ صغير وبجانبه جهاز لعب الأسطوانات( الغراموفون ) Record Player وكان يهتم باقتناء الموسيقى الكلاسيكية ، كما كان دائما يحمل كتابا في يده ويقرأ وهو يستمع للموسيقى.
استأذنته أن أجالسه اول مرة فقال : تفضل.
باختصار، وبعد جلسات عديدة، اكتسبت منه هواية المطالعة و تذوق الموسيقى الكلاسيكية.
كان عثمان معجبا بالأدب الروسي واذكر أنني استعرت منه روايتي الحرب والسلام ل ليو تولستوى ، والجريمة والعقاب ، لدستويوفسكي ..
كما اذكر ان عثمان ، الذي توفي قبل يومين، قد ذهب إلى بريطانيا وكان تخصصه الفيزياء النووية وفلسفة العلوم، وقد مارس التدريس في احدى الجامعات الأردنية بعد عودته حاملاً شهادة الدكتوراه كما مارس التدريس في جامعة تمبل في الولايات المتحدة، وله عدة أبحاث علمية .
واذكر انني زرته في برايتون / بريطانيا اثناء دراسته العليا ، وقد كان يسكن في بيت كبير وكان معروفا عنه انه يستضيف كل طالب لم يوفق بعد في ايجاد سكن.
كان الدكتور عثمان ذكيا ومثقفا وإنسانا رائعا.
اصدق التعازي لشقيقه محمد ولشقيقته الكريمتين زوجة الدكتور زيد حمزة ، وزوجة الصديق العزيز المهندس راضي ألخص...