نيروز الإخبارية : صدر حديثا عن دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع في عمّان مجموعة شعرية جديدة للشاعر إسلام علقم بعنوان " أعشاش على الغيم " في 293 صفحة من القطع المتوسط وتضم 112 قصيدة، معظمها من قصائد التفعيلة رغم وجود عدد لا بأس به من القصائد العمودية ويظهر في غلاف المجموعة الذي أنجزه المصمم محمد أيوب صورة للشاعر ممزوجة بلوحة للفنانة التشكيلية الفلسطينية الأمريكية منال مصلح وتظهر قصيدة " حُمّى الوطن" في الغلاف الخلفي للمجموعة والتي يقول الشاعر فيها :
دَمُنا الذي يهوى الرُّجوعَ إلى التُّرابِ
يصيرُ شيئًا ربَّما
ولربَّما كان الثَّمنْ
لا بُدَّ أن نَبقى أضاحيَ ثائرةْ
لا بدَّ أن نَبقى أياديَ طائرةْ
لا بدَّ أن يَبقى الطُّغاةُ رفاقَنا
ورفاقَ من ينجو
على كتفِ الزَّمنْ
أهِيَ الكرامةُ فاطمة؟
أم سِربُ أحلامٍ يغرِّدُ عائدًا....؟
أم إنَّها حُمَّى الوطنْ !؟
من خلال القراءة الأولية للمجموعة الشعرية يتنقل بنا الشاعر في قصائده من البوح الذي يغني كينونته وحياته وتفاصيلها إلى التساؤل الفلسفي وإلى أثر القضية الفلسطينية في مسيرة حياته وفي رؤاه، وعلى ما يبدو أن معركة طوفان الأقصى وما قبلها وما سيكون بعدها كان حاضرا بقوة في قصائد الديوان الطويل نسبيا والذي حازت فلسطين ونضالها وآلامها على الحصة الأكبر منه ،تضمنت المجموعة الشعرية أيضا قصائد تظهر تعلّق الشاعر بمدينة عمّان التي وردت في كثير من القصائد وبعمق اعتزازه بشهداء الجيش العربي الأردني وبعشقه للأردن وبتوجهاته القومية، كذلك تضمنت عددا من قصائد المرأة، ولكنك لن تستطيع أن تفصل المرأة عن النقد الاجتماعي والسياسي في قصائد الشاعر ، فتجد نفسك أحيانا تقرأ ملحمة شعرية غزلية اجتماعية سياسية كما في أطول قصائد المجموعة والتي جاءت بعنوان " من شرفة عمّانية " بحوالي 28 صفحة،ورغم ما قد تجده من نوح وبكاء وتقمص للضحية في هذه المجموعة فإن ستجد أيضا الحماسة والتشبث بالأمل والحب يقول :
ها نحنُ نُكملُ بيتَنا
لا فرقَ يكبرُ بينَ عشٍّ في عمودِ الكهرباءِ
وبينَ بيتٍ شُقَّةٍ
في قلبِ عمَّانَ الجميلة و الزّحامْ
الفرقُ يبقى... أن نطيرْ
من أفضلِ الخِبراتِ أنِّي
قد رأيتُكِ مثلما
عصفورةٍ دوريَّةٍ تقوى على تعبِ الحياةِ
وأصلُها حسَّونةٌ
من أجمل الألوان والألحان
من كَرْمِ أمِّ بدايتي ونهايتي
من سفحِ كنعانَ الشَّجيرْ
ومما لا شك فيه أنك ستجد تجليا للحداثة في هذه المجموعة الشعرية من حيث المفردات الدّارجة والمصطلحات والمجازات وكذلك في الاسلوب والتنويع والدهشة ، كذلك ستجد سردية محترفة في كثير من القصائد تصور الحاضر وتجتر الذاكرة بشكل مشوق حتى أيام جائحة كورونا مثلا.
من الجدير بالذكر أن الشاعر الأردني إسلام علقم قد صدرت له مجموعات شعرية كثيرة القصائد أيضا بعنوان " بين العشق والألم " و "عربية حمراء" وعدد من المقالات والقراءات المنشورة، ولديه مخطوطات قيد الصدور أيضا ، وهو ناشط ثقافي وعضو منتخب في الهيئة الإدارية الحالية لرابطة الكتّاب الأردنيين وعضو في العديد من المنتديات الثقافية الأردنية وناشر في المواقع والصحف والمجلات الالكترونية والورقية وحائز على العديد من الأوسمة و الجوائز.