يمثل العقيد الركن المتقاعد الدكتور تحسين الشرادقة نموذجًا بارزًا للتحول والنجاح بين الحياة العسكرية والمدنية. بعد تقاعده من القوات المسلحة الأردنية عام 2009، قرر الشرادقة توجيه مسيرته نحو التعليم الأكاديمي، مستفيدًا من منحة دراسية من وزارة التعليم العالي الأردنية لدراسة الدكتوراه في روسيا الاتحادية. في عام 2010، التحق بجامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو، حيث أكمل دراسته في عام 2013. وخلال تلك الفترة، شغل منصب الملحق الثقافي في السفارة الأردنية بروسيا، مما عزز تجربته الدبلوماسية.
عاد الدكتور الشرادقة إلى الأردن بعد حصوله على الدكتوراه، ليبدأ رحلة جديدة في مجال التعليم الأكاديمي. انضم إلى جامعة الزرقاء في عام 2013، حيث أصبح أستاذًا مشاركًا في مجال الإعلام. تميز الشرادقة بكتاباته المتنوعة وشخصيته الاجتماعية البارزة، وكان دائمًا مثالًا للتفاني في العمل، مشجعًا طلابه على حب الوطن والولاء له. تعبر مسيرته عن حب عميق للأردن ولقيادته، ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله.
تقلد الدكتور الشرادقة مناصب أكاديمية مرموقة، حيث عُيّن نائبًا لعميد كلية الإعلام في جامعة الزرقاء في 15 سبتمبر 2020، ثم عميدًا للكلية في 31 أغسطس 2021. وقد أثبت جدارته في هذين المنصبين من خلال تطوير المناهج الأكاديمية وتوجيه البحث العلمي في مجال الإعلام.
للشرادقة إنجازات علمية عديدة، حيث نشر أبحاثًا متخصصة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وله خمس كتب في مجال الإعلام. حصل على درجة الماجستير والبكالوريوس من جامعة مينسك الحكومية في بيلاروسيا، بالإضافة إلى بكالوريوس من جامعة مؤتة في الأردن. ومن أبرز أبحاثه "تحليل دور وسائل الإعلام المرئي والمسموع في الأردن" و"تحليل الجوانب التاريخية والوظيفية للإعلام الأردني بين القرن العشرين والثالث".
كما شغل الدكتور الشرادقة مناصب قيادية أخرى، منها رئيس قسم الصحافة والإعلام، وهو عضو في نقابة الصحافيين الأردنيين ورابطة العربية للعلوم والاتصال في لبنان. وله كتب عديدة منها "المدخل إلى الإذاعة والتلفزيون"، و"مفهوم الصحافة بين النظرية والتطبيق"، و"المعايير والتشريعات الأخلاقية للإعلام الجديد"، بالإضافة إلى مساهمته في كتاب "السياحة في الأردن".
يمثل العقيد الركن الدكتور تحسين الشرادقة قصة نجاح تلهم الأجيال الجديدة، وتؤكد أن التفاني والإخلاص يمكن أن يفتحا أبوابًا جديدة ومجالات واسعة للإبداع والتميز، سواء في الخدمة العسكرية أو الأكاديمية.