أظهر تقرير عالمي حديث لمركز السيطرة على الأمراض المزمنة حجم الأضرار الاقتصادية الناجمة عن التدخين والتي تشكل عبئا ماليا ضخما يتجاوز المئات من مليارات الدولارات سنويا.
وتشمل هذه التكاليف الضخمة الإنفاق على الرعاية الصحية فضلا عن الخسائر الناتجة عن انخفاض الإنتاجية بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين والوفيات المبكرة.
وتشير التقديرات إلى أن التدخين يتسبب في خسائر عالمية تقدر بأكثر من 1.4 تريليون دولار سنويا. من بين هذه الخسائر يتم إنفاق 422 مليار دولار على الرعاية الصحية في حين تتجاوز خسائر الإنتاجية 1 تريليون دولار نتيجة للوفيات المبكرة والأمراض المزمنة المرتبطة بالتدخين.
وفي البلدان ذات الدخل المرتفع تتحمل الحكومات والمؤسسات الصحية الحصة الأكبر من هذه التكاليف بينما تعاني البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط من تأثيرات أكثر حدة على الإنتاجية والنمو الاقتصادي ويتفاقم الوضع في هذه الدول اذ يؤدي التدخين إلى تدهور صحي يزيد من حدة الفقر ويقلل من فرص التنمية.
ورغم الجهود المبذولة عالميا لتقليل معدلات التدخين من خلال فرض ضرائب مرتفعة على منتجات التبغ وتنظيم حملات توعية إلا أن هذه التدابير لم تنجح بشكل كافٍ في مواجهة انتشار التدخين والتقليل من تأثيراته الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة.
ويدعو الخبراء إلى ضرورة تكثيف الاستثمارات في برامج الوقاية من التدخين ودعم المبادرات الصحية التي تستهدف تقليل أعداد المدخنين خاصة في الدول النامية التي تعاني بشدة من تداعيات التدخين.
ويؤكد التقرير أن التدخين لا يمثل تهديدا لصحة الأفراد فحسب بل يشكل أيضا عقبة كبيرة أمام تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة على مستوى العالم.
و من هنا تتضح الحاجة الماسة لتبني استراتيجيات فعالة وشاملة لمكافحة التدخين والحد من آثاره السلبية.