اعتمدت الصهيونية في سرديتها و روايتها لإثبات شرعيتها و أحقيتها لدى القوى الاستعمارية الغربية في طلب دعمها لها منذ بدايات التخطيط لإقامة الكيان الصهيوني الاستيطاني الأحلالي فوق ارض فلسطين التاريخية على عنصرين أساسيين هما الأرض والإنسان ، واستندت على دعاية مزورة وهمية لا توجد إلا في عقلية القوى الصهيوامبريالية ، لتبرير واقع تقاطع المصالح السياسية و ضمان تحقيقها ، فكان صلب دعايتهم و أدعائهم بأنهم شعب بلا أرض لأرض بلا شعب ، وعليه كان وعد بلفور المشؤوم بمنح الأرض ممن لا يملك الى من لا يستحق ، فكانت الديمغرافيا الفلسطينية هاجسا مؤرقا و هدفا من البداية للمستعمرة الصهيونية و العائق الاول والاخير أمام حلم مشروع إقامة الدولة اليهودية . اليوم عسكرة الضفة الغربية يعني أن المستعمرة الصهيونية تريد أن تفرض أمرا واقعا لكن هذه المرة بتوقيتها و أجندتها المستمدة والممتدة للعقلية الدينية اليمينية المتطرفة لحكومتها الحالية التي تتخذ من العقيدة الدينية مرجعية في رسم أستراتيجيتها العسكرية لتنفيذ مخططاتها السياسية والتي تهدف في الاستمرار على العدوان على غزة و محاولاتها في توسيع رقعة الصراع إقليميا وانتظار ما يقابلها من ردة فعل يبرر لها أكثر مما هو من حملة عسكرية ضد منطقة ما محددة كقطاع غزة والضفة الغربية ، وهي بذلك تسعى نحو الضغط والرهان على عاملين ، عامل التواجد السكاني الديمغرافي الفلسطيني ومعاناته و تضحياته في وجه أدوات وآلة الحرب الصهيونية البشعة والعامل الثاني هو العامل الجغرافي بالسيطرة واحتلال مزيد من الأرض أو تهجير سكانها ، ولعل هذا ما يبرر استراتيجية المستعمرة في إطالة أمد عمر الحرب و على القتل وتدمير البنى التحتية و صناعة مناطق غير صالحة للحياة البشرية و الرهان على انهيار صمود شعبنا الفلسطيني اذا ما تهيأت له فرص الخروج والنجاة من الممارسات والانتهاكات والاعتداءات الوحشية اليومية و المجازر الدموية المرتكبة بحقه من الاحتلال .
لذا وجب علينا التأكيد عالما وأمة عربية على حق شعبنا الفلسطيني بالدفاع عن نفسه بما كل ماهو متاح من مقاومة وان يتم توجيه اعلام وإعلان واضح إلى كل القوى العالمية الداعمة للمستعمرة بالرجوع إلى حقيقة الوقائع التاريخية والقرارات الدولية التي هي أدلة تضحد زيف الرواية للمستعمرة الصهيونية وعليهم استنفار كل أدوات الإدانة القانونية والثقافية والإنسانية التي أبطلتها سياسة الانحياز الأمريكية للمستعمرة لدى الهيئات الدبلوماسية العالمية والتأكيد أن استمرار العدوان يعني عدم استقرار الأوضاع في المنطقة العربية والإقليمية والعالمية و أنفجارها وخروج الوضع عن سيطرة حسابات التسويات بأقل تقدير لهذه القوى وان الضغوط التي تمارسها هذه القيادة الصهيونية اليمينية المتطرفة لن تؤدي وتنتج الا مزيد من العنف والحقد والكراهية وكل ما هو يخالف القوانين والاتفاقات الدولية التي خرقها الكيان الصهيوني ، اخيرا على العالم الغربي و أصدقاء الاردن و حلفاؤه أن يعيدوا إلى ذاكرتهم أن موقف السياسة والدبلوماسية الأردنية ثابت و معلن أن أي مساس بالواقع الديمغرافي أو الجغرافي للضفة الغربية سيؤدي إلى تنفيذ مخطط التهجير والهجرة القسرية للشعب الفلسطيني و هو بمثابة إعلان حرب على الاردن ، وهو موقف واضح وصريح لقيادته كلا للوطن البديل وكلا عن القدس وكلا للتوطين و التهجير وان الحل الوحيد لملف القضية الفلسطينية يكون بأنهاء معاناة شعبها الفلسطيني صاحب الشرعية و أنهاء اطول و أبشع احتلال عرفه التاريخ الإنساني و البشرية والاعتراف بأحقية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
و عليه فأننا نرفع شعار الاردن هو الاردن الذي لا خوف عليه عزيزا مطمئنين مستقرين فيه وفلسطين هي فلسطين معاهدين متمسكين بحق العودة و حق تحرير الأرض والإنسان.