بلقيس الأردنية أعظم ملكات الدنيا( ح 62 ) اليكم التفاصيل :
لقد تجاوزت شهرة وقصة الملكة بلقيس ذائعة الصيت منذ القدم، أقول تجاوزت شهرتها مسرح أحداثها وعصر وقوعها وجغرافية مكانها، وهوية شعبها وعنوان مملكتها، وتناقلتها شعوبٌ أخرى كما ذكرنا أعلاه، بصيغ مختلفة وروايات متعددة، وادَّعاها كل شعب لنفسه .
وتناولتها كتب تفسير القرآن الكريم، وشروحات التوراة، وادَّعتها شعوب كثيرة وهما وخيالا او تشبُّها ولو بوجود اسم ( بلقيس ) بلا صفات، أي مجرد الاسم الذي يمكن ان يتكرر في اكثر من زمان ومكان
ودخلت بلقيس في قصص الأنبياء في الإسلام الحنيف، من خلال قصة النبي سليمان عليه السلام، ونصوص القديسين النصارى في المسيحية ، وفي اسفار التوراة ذمّا لها وقدحا بها،
وعُنِيَتْ بتفاصيلها كتبُ الأخبار والتاريخ، واستلهمتها روائع الفنانين الأوروبيين، في عصر النهضة مثل: الإيطالي رافائيل (١٤٨٣ م -١٥٢٠ م)، وجبرتي (1373-1455). وريموند (1920-2013)،واتُخِذَ موضوع القصة أساساً لكتاب الحبشة المعروف (كُبْر أنجست) أي كتاب (مجد الملوك).
وأما الشخص الذي أشار اليه القران الكريم وجاء بعرش بلقيس بلمحة البصر، فقد أشار اليه القران الكريم بقوله ( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) سورة النمل )
وهنا نجد الإشارة الكريمة الى من جاء بالعرش : انه كان لديه علم من الكتاب وليس علم الكتاب كله، وان نقل العرش كان ضمن علم يعرفه هذا الشخص، ويجهله النبي سليمان الذي كان يجهل وجود مملكة سبأ لولا ما اعلمه عنها الهدهد، رغم ان سليمان نبي ويحكم الجن والشياطين
اما اسم الذي نقل عرش بلقيس في اقل من طرفة عين، من سبأ أدوماتو الأردنية شمال جزيرة العرب الى القدس في فلسطين، فهو آصف بن برخيا ( شبه اجماع الفسرين ) ، وكان ابن خالة النبي سليمان ومستشاره الذي أعطي اسم الله الأعظم، وان اختلفت الروايات في مدى قرابته بالنبي سليمان.
وانطلاقا من قصة الاسراء والمعراج، ومن هذه الاية العظيمة وكلاهما مذكورتان في القران الكريم . الأولى في قوله سبحانه ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) ) سورة الاسراء
والثانية قوله سبحانه وتعالى في قصة بلقيس ( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ ) فان العلماء اكتشفوا علما جديدا يختصر الزمان والمكان والوزن، وان هذا العلم كان معروفا لخاصّة الخاصة من أولياء الأنبياء،
وهو العلم الذي صعد من خلاله سيدنا ادريس في قوله تعالى : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) سورة مريم
وهو العلم الذي تم به رفع سيدنا عيسى عله الصلاة والسلام حيث سلَّمه الله سبحانه من القتل والصلب، قال تعالى : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) سورة النساء
انه علم اختصار الزمان والمكان والحركة حيث يقطع الأنسان فيها مئات السنوات في رمشة عين، وهو ما انتبه اليه العلماء في العصر الحديث حيث اكتشفوا ان ذلك ممكن من خلال علم ( قال الذي عنده علم من الكتاب )
ويسمى هذا العلم (الكم) في الفيزياء (بالإنجليزية: quantum وجمعها quanta) هو مصطلح فيزيائي يستخدم لوصف أصغر كمّية يمكن تقسيم بعض الصفات الطبيعية إليها، مثل الطاقة فهي تنتقل في هيئة (كم )، أي وحدات صغيرة لا يوجد أصغر منها، وهو يعمل على حركة الانسان بما هو اسرع من الضوء والصوت، بأضعاف يتعذر احصاءها او قياسها
ويعمل العلماء الان على التجارب لتطبيق هذا العلم ( بالطرق الحديثة ) وهو الذي يجعل الانسان يتحرك ويسافر في اقل من لمح البصر الى مسافات يحتاج الى سنوات وقرون طويلة لكي يحقق ما يحققه في لمح البصر .
وان الاسراء والمعراج ومن ثم نقل عرش بلقيس يدخل ضمن هذا العلم، وصعود سيدنا ادريس وسيدنا المسيح عليهم السلام لدليل على صحة هذا العلم ولا مجال للتفصيل هنا
وقد كان لانتشار قصة الملكة ( بلقيس ) أثر في تنازع الناس حول هذه الملكة العظيمة رحمها الله، واختلافهم في اسمها وأصلها وموطنها؛ مِمَّا أضفى عليها أخباراً خيالية مصطنعةً، وألواناً متعددةً، كادت تَغلِب نواة وجوهر القصة التاريخية الحقيقية، وتحولها إلى حكاية شعبية، تُروى في أزمنة متفاوتة، ومواطن متباعدة وبأذواق متعددة، بعيدا عن حقيقتها .
لذا فان أصدق رواية عنها، هي التي جاءت في القران الكريم، لان الله هو الأصدق قولا وحديثا (ومن اصدق من الله حديثا؟)، على أنَّ أشهر حادثة في حياة تلك الملكة، هي عبادتها وقومها للشمس من دون الله، وعرشها العظيم، ثم تحولها وهم معها الى عبادة الله الواحد الاحد سبحانه وتعالى
ومن ثم زيارتها للنبي سليمان عليه السلام، ومن ثم اسلامها لله رب العالمين. وقد نص القران الكريم على هذه الحوادث جميعها بتفاصيل الخطوات وتعاقبها تباعا ، وما كان من كلام الهدهد، وكلام بلقيس وكلام سليمان، وإسلامها مع سليمان لله رب العالمين.
ونجد وصفا لحضورها بين يدي النبي سليمان عليه السلام بقوله سبحانه وتعالى ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) سورة النمل
وطبقا لما جاء في القرآن الكريم، فان النبي سليمان عليه السلام، بعدما أخبره الهدهد عن وجودها في سبأ وعظمتها وجمالها، وثروة مملكتها واخلاقها وحشمتها ووفارها وهيبتها
وان الله سبحانه وتعالى اتاها من كل شيء زينة وحشمة وجاها وجمالا وسطوة وسلطة وحكمة وعرشا وجيشا ودولة ذات هيبة وقوة، ﴿ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾[ النمل: 23]
أدى ذلك الى اغراء النبي سليمان فأرسل اليها طائر (الهدهد) نفسه، يحمل كتابا يدعوها للتوحيد. فالقاه في حجرة نومها وعثرت عليه عند عودتها الى مخدعها وقراته،
ونجدها هنا انها لم تترك الامر سرَّا بل بادرت الى اعلام الملأ وهم مجلس الدولة بجميع مكوناته، ونجدها تتعامل مع الكتاب بكل ادب واحترام، وان كتاب كريم، وانه من سليمان وبدون شرح من هو سليمان، وهو دليل انهم كانوا يعرفون من هو، بينما هو لا يعرف من هم"؟ لولا الهدهد
ولم ترسل الهدية الا بعد مشاورتها لرجال الدولة وهم ( الملأ ), ولم تقرر الا بموافقتهم، وانها لا تتخذ القرار الأخير الا بموافقتهم ومباركتهم ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) سورة النمل
وهذا ينم عن المستوى الراقي الرفيع الذي وصلت اليه الديموقراطية الأردنية في الممالك الأردنية القديمة، والتي نقف في العصر الحديث وراءها في صف متأخر بمسافات ضوئية للأسف . فالملكة بلقيس لم تكن تتخذ قرارا هاما واستراتيجيا الا بعلم ومشاورة ومباركة الملأ
وعندما أرسلت الهدية الى النبي سليمان( عليه السلام ) رفض الهدية وهدد بإرسال جيش نحوها ليدمرها ويأتي بها وبأعزة قومها اذلة وأسرى وعلى راسهم الملكة بلقيس بنفسها، وينهب مملكتها ويجعلها قاعا صفصفا.
لقد كانت حرب مخابرات بين الملكة بلقيس رحمها الله والنبي سليمان عليه السلام، وكانت وسائل التقارير هي الجولات المكوكية للهدهد في البداية، ثم جولات الوفد المهيب الذي ارسلته الملكة بلقيس الى سليمان محملا بالهدايا، ليرى ويسمع ويلمس حقيقة الوضع عند سليمان، وهل هو بالمستوى من القوة ان يغزوها ويدمر مملكتها ؟
وتم تتويج الامر بالقرار الحكيم الذي اتخذته الملكة بلقيس للحفاظ على حضارتها ومملكتها وشعبها وعرشها وانجازاتها، من خلال المعلومات الاستخبارية التي نقلها وفدها ادركت انها بين خيارين لا ثالث لهما،
اما التحدي والتصدي الذي سيؤدي الى الدمار، او السياسة والتجاوب الذي سيؤدي الى السلامة والازدهار، فاختارت الأخير وكانت مصيبة فيما اختارت، واخذت مباركة الملأ بكل مودة ونقاش وموازنة المصالح الوطنية التي كانت تقتضي المسالمة وليس المحاربة
واتخذت الملكة بلقيس القرار الذي دونه القران الكريم بوضوح لا لبس فيه (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) سور النمل،
وبالتالي فقد كانت مدركة ان ركوب الراس سيعني تدمير مملكتها، وحضارتها وشعبها واخذها أسيرة ذليلة ومعها علية قومها، واخذ النساء جواري والأطفال غلمان والرجال عبيد، ولكي تقنع قومها بالراي والقرار حذرتهم من ان أي اهمال او قرار أرعن، منها وقومها سياتي بالملك سليمان وسيدمر بلادهم ويذل كرامهم ويهين اعزاء القوم عندهم
فهذا قانون الملوك اذا دخلوا قرية كانت شهوة الملك والانتقام والاذلال عندهم غالبة على كل شهوة، ونظرة الفوقية مهيمنة على عقلياتهم بالنظر بكل احتقار ودمار للشعوب الأخرى .
وكان العمل الاستخباري من مهمات هذا الوفد الذي ارسلته بلقيس للتجسس على وضع سليمان وتقديم تقارير دقيقة الى حضرة الملكة ومجلس الملأ لتجري مشاوراتها، ومن ثم يتم اتخاذ القرار الصائب الجماعي في كيفية التعامل معه،
فالمعلومة الصحيحة تؤدي الى اتخاذ القرار الصحيح، والمعلومة الخاطئة تؤدي الى اتخاذ القرار الخاطئ، وكان وفدها في منتهى الدقة والأمانة فيما نقلوه اليها وقدموه من تقارير استخبارية لا تحتمل التأويل، وانما تنقل الحقيقة
، وبناء عليه اتخذت قرار التضحية بنفسها لإنقاذ مملكتها وشعبها، وهي تعرف انها كملكة وانثى ستكون اكثر تأثيرا على النبي سليمان، بحضورها عنده، مما ترسل من المندوبين عنها، وهو ما فعلته في المرحلة الأولى، ولكنهم لم يحققوا الهدف سوى نقلهم المعلومات الاستخبارية الهامة التي أدت الى اتخاذ القرار الصائب .
فذهبت بنفسها في المرحلة الثانية الى هناك وكانت النتيجة ان هداها الله سبحانه الى الإسلام، فأمنت بالله وأعلنت اسلامها، وعقدت الاتفاقية مع سليمان (.... قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (44) سورة النمل.
وهنا انقذت مملكتها نظاما وارضا وشعبا وحضارة ومكانة، هذا بالإضافة الى اعتناقها الإسلام هي وقومها، ولا بد ان تكون هناك اتفاقيات في مجالات أخرى من اهمها اتفاقية عدم الاعتداء، والسماح بحرية التجارة والطرق التجارية، وعدم مساعدة اية دولة ضد أي منهما.
وان موقف الملكة بلقيس من النبي سليمان عليه السلام حدث وتكرر بعد عشرات القرون مع ملك دومة الجندل / أدوماتو نفسها، في موقف اخر مشابه له، ولكن بعد الفي سنة تقريبا،
وهو موقف الملك الاكيدر بن عبدالملك العبادي ملك دومة الجندل نفسها زمن البعثة النبوية الشريفة , عندما ذهب الملك الاكيدر بنفسه الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة عاصمة رسول الله عليه السلام،
واعلن اسلامه بين يدي رسول الله وقدم للرسول صلى الله عليه وسلم هدايا كما قدمت بلقيس هدايا من قبل للنبي سليمان، مع فارق القدرة الاقتصادية بين الملكين والمملكتين رغم انهما في مكان واحد . وفارق ان سليمان رفضها، بينما قبلها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وكما عادت بلقيس من الزيارة مسلمة، عاد الملك العبادي مسلما بعد تشرفه بزيارة ومقابلة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أقول عاد الى قومه مسلما، بعد ان غادرهم كافرا
فامن قومه بالله واعتنقوا الإسلام كما امن ملكهم، لكنهم ارتدوا معه بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقاتلهم المسلمون وشتتوا شملهم وتم قتل الاكيدر العبادي من قبل خالد بن الوليد رضي الله عنه.
وتعجب رسل (الملكة بلقيس) الذين حملوا الهدية، من مستوى هيبة سليمان وعدد وتنوع جنوده من الإنس والجن والحيوانات والطيور المختلفة التي تعمل بإمرته.
فأخبروا ملكتهم بالتفاصيل عن القوة والازدهار، الامر الذي جعل الملكة بلقيس تقرر الذهاب بنفسها، إلى عاصمة مملكته حتى تتوصل معه إلى حل سلمي، قبل تطور الأمور الى الحرب والدمار والاذلال.
وهي مدركة ان سبب قوته وتفوقه على قوتها لأنه نبي ليس الا، وان الله أعطاه خوارق ومعجزات خارج قدرة الناس والجيش.
ولو كانت الأمور جيشا امام جيش بالمفاهيم العادية لما تصرفت الملكة بلقيس بهذه السياسة الناعمة وسياسة الاحتواء.
انتهت ( ح 62 ) وتليها ( ح63 ) بعون الله تعالى، وهي عن وصول الملكة بلقيس الى النبي سليمان واعلان اسلامها.