عندما نتحدث عن خنادق القدس، نتحدث عن الشجاعة والإيمان الراسخ الذي لا يعرف التراجع.
كانت حماية القدس بالنسبة لجند الحسين ليست مجرد واجب، بل كانت قضية حياة أو موت. في تلك الخنادق، نسج الجنود الأردنيون بطولاتهم، حيث تلقوا رصاص العدو بقلوب مؤمنة وشجاعة لا تقهر.
هؤلاء الجنود، الذين أصبحوا نموذجاً في التضحية والثبات، سطروا بدمائهم الطاهرة تاريخاً مشرفاً في معركة الشيخ جراح واللطرون، تاركين بصماتهم الخالدة في كل زاوية من زوايا القدس. خاضوا معاركهم بروح الفداء، وكانوا عنواناً للشجاعة والكرامة، حتى أن العدو نفسه اعترف ببطولاتهم، قائلًا: "هنا قبر سبعة عشر جندياً أردنياً شجاعاً".
عندما نقرأ عن جهاد هؤلاء الأبطال، تختطفنا لحظات الخيال لنسرح في خنادقهم، حيث خاضوا أعنف الاشتباكات والمطاردات مع عدوهم. في تلك اللحظات الحاسمة، كانت ملائكة الله تحارب إلى جانبهم، تمنحهم الصبر والثبات. وها هي الخنادق تحمل في زواياها ألف قصة عن الشهادة والفداء.
تاريخ هؤلاء الأبطال لن يُزَوَّر؛ لأنهم كتبوه بدمائهم الطاهرة دفاعاً عن حق شرعي وتاريخي. وستبقى كتيبة الحسين الآلية الثانية الملكية رمزاً للتضحيات، تسطر صفحات العز والكرامة في ذاكرة الوطن والأجيال القادمة..