أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن تدمير الاحتلال الإسرائيلي مئات الدونمات المزروعة بالخضراوات شمال قطاع غزة يعكس إصراره على إبادة الفلسطينيين جماعياً في وقت يواصل فيه حصار القطاع، ويقيد بشدة دخول الإمدادات الغذائية منذ نحو عام.
وقال المرصد في بيان اليوم: "إن هذا التدمير يأتي في إطار خطة منهجية إسرائيلية منذ تشرين الأول الماضي، حيث عملت القوات الإسرائيلية على إخراج قرابة 80 بالمئة من مساحة الأراضي الزراعية من الخدمة من خلال تدميرها أوتجريفها”.
وأشار المرصد إلى أن كيان الاحتلال عمل على مدار العام الماضي بشكل منهجي وواسع النطاق على تدمير السلة الغذائية من الخضراوات والفواكه واللحوم، وكل مقومات الإنتاج الغذائي المحلي الأخرى، بالتوازي مع منعه إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، في إطار تكريسه للمجاعة في قطاع غزة، ضمن جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي.
ووثق الأورومتوسطي تعمد جيش الاحتلال قتل العديد من المزارعين خلال عملهم أو محاولتهم الوصول إلى أراضيهم ومزارعهم، فضلا عن تدمير آلاف المزارع والدفيئات الزراعية وآبار المياه وخزاناتها ومخازن المعدات الزراعية، إلى جانب قتل عدد من الصيادين وتدمير مرافئ الصيد وغالبية قوارب الصيد منذ بداية العدوان، ما يدلل على أنه عمل عن عمد تدمير مقومات الحياة والبقاء دون أي ضرورة، وهو ما سيكون له أثر على توفير الغذاء الصحي المناسب لأكثر من 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وأشار إلى أنه نتيجة استمرار القصف والتوغل في العديد من المناطق، فإنه يتعذر وصول المزارعين إلى أراضيهم، فيما تتعذر زراعة مساحات أخرى وريها بالمياه لعدم توافرها مع انقطاع الكهرباء وتدمير آبار المياه وعدم توافر الوقود الكافي.
وشدد المرصد على أن العدوان الإسرائيلي المتواصل يحمل آثاراً وخيمة على الصحة العامة والبيئة والأراضي الزراعية وجودة المياه والتربة والهواء، بينما تتفاعل تأثيرات ذلك بشكل تراكمي، وعند لحظة معينة يمكن أن نشهد قفزات مرعبة في حالات الوفاة.
وطالب الأورومتوسطي المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والجاد لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة بالقتل المباشر للفلسطينيين أو بقتلهم، من خلال فرض ظروف معيشية تؤدي إلى إهلاكهم الفعلي، وحرمانهم أي فرصة للنجاة والحياة، وجعل قطاع غزة مكاناً خالياً من المقومات الأساسية للبقاء والسكن.
وجدد الأورومتوسطي دعوته إلى المجتمع الدولي لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما يشمل دخول العناصر الأساسية الغذائية وغير الغذائية الضرورية للاستجابة للكارثة الإنسانية بشكل فوري وآمن وفعال.