في عام 1974، فقدت قبيلة بني صخر، والأردن بأسره، أحد أعمدة الرجولة والشهامة، الشيخ حماد سالم السحيم (أبو مطيع). نستذكر اليوم بفخر وإجلال شخصية استثنائية قدمت الكثير لشؤون العشائر الأردنية، وظلت منارة للحق ومغيثاً لكل من لجأ إليه.
الشيخ حماد لم يكن مجرد زعيم عشائري، بل كان مدرسة في الكرامة، الشهامة، والعفة، وتميز بوقوفه إلى جانب الحق في أحلك الظروف. شارك في العديد من المعارك للدفاع عن فلسطين، بما في ذلك معارك باب الواد، اللطرون، والقدس، تاركاً بصمة لا تُمحى في تاريخ النضال الأردني والعربي.
سيرته العطرة لا تزال حية في أذهان كل من عرفه، وتستمر من خلال خلفه الذين ساروا على نهجه. من بين أبنائه، اللواء مطيع حماد الذي ورث عن والده الحكمة والشجاعة، ومعالي سلامة حماد الذي خدم الأردن في العديد من المناصب القيادية، والقاضي عبد الكريم حماد الذي حمل مشعل العدالة، والمرحوم كريم حماد الذي لم تكتمل سيرته.
الشيخ حماد سالم السحيم سيبقى رمزاً من رموز بني صخر وركناً أساسياً في تاريخ العشائر الأردنية، حيث جسد قيم التضحية والإباء في حياته وحتى بعد رحيله، تاركاً إرثاً من الأخلاق والقيم التي لا يزال يتعلم منها الأجيال. رحم الله الشيخ حماد، وجعل مثواه الجنة.