في مثل هذا اليوم من عام 1967، انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ محمد بن مطيع الزهير، شيخ عشائر الجبور بني صخر والقاضي العشائري المعروف بلقب "قاضي القلطة". قاد الشيخ محمد الزهير حياة حافلة بالعطاء والإصلاح الاجتماعي، حيث كان من الداعين الأوائل لمؤتمر أم العمد عام 1937 دعماً لأهل فلسطين. كما قاد كتيبة من المتطوعين من قبيلته بني صخر في حرب 1948 على أرض فلسطين.
رغم رحيله، لا تزال سيرته العطرة وأعماله النبيلة حاضرة من خلال أبنائه وأحفاده الذين يسيرون على نهجه ومبادئه الراسخة. نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته.
لقد كان الشيخ محمد مطيع الزهير رمزًا للكرم والشهامة، ومثالًا يحتذى به في إصلاح ذات البين وحل النزاعات العشائرية بحكمة وعدل، حيث عرف عنه مواقفه الثابتة في نصرة الحق وتوجيه الناس نحو الصلح. وقد حظي باحترام وتقدير واسع بين القبائل الأردنية، وكان دائمًا الساعي لتحقيق السلم والاستقرار بين أبناء المجتمع.
وفي الجانب الوطني، تميز الشيخ الزهير بمواقفه القومية، إذ كان من أوائل من نادى بنصرة فلسطين في مواجهة الاحتلال، ولم يتردد في تقديم الدعم المادي والمعنوي. وقد تجسد هذا الدعم بقيادته لكتيبة من المناضلين من بني صخر في حرب 1948، حيث قدموا التضحيات الكبيرة على أرض فلسطين الحبيبة.
واليوم، وبعد مرور سبعة وخمسين عامًا على وفاته، يبقى إرث الشيخ محمد مطيع الزهير راسخًا في ذاكرة الأجيال، بفضل ما تركه من قيم ومبادئ. أبناؤه وأحفاده لا يزالون يسيرون على خطاه، حاملين راية العطاء والإصلاح، ومتمسكين بمبادئه النبيلة التي كانت ولا تزال نبراسًا لهم ولمن عرفوه.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجزيه عن أمته خير الجزاء، وأن يظل ذكراه حيًا في قلوب محبيه إلى يوم الدين.