اليد التي امتدت اليك باردة تصفع الجميل ، وتنحر العلم والتنوير ، اتخيلك وانت تنظر لولدك وتلميذك يهوي عليك بخنجر يمزق فكرك المنير وقلبك الكبير الحاني ، وعلمك النبيل .. اضن ان دموعك يا اخي احمد انبجست قبل دمك، وبدا أسفك وحزنك وحسرتك كبيرا متسائلاً بأي ذنب أُقْتَل ؟ وبأي جريمة يُهْدَرْ دمي ؟
، وانت تفاجأ بباب المسجد بمن أضأت لهم دياجير الظلام، ليعبروا بأمان وسلام، جاء يطفيء نورك بيده ، ويسقط شعلة القداسة والفضيلة من يدك الطاهرة النبيلة بخنجر الجحود.
أخي احمد يا شهيد الفجر والعلم ، عندما هوت قامتك السامقة، هوى معها الحق والصواب والفضيلة ، وكل القيم التربوية المقدسة، ملطخة بدم زكي طاهر، وروح أبيَّة ونفس مطمئنة ، طالما شهدت هذه النفس العظيمة قران الفجر بمعية الملائكة الكرام البررة ، وما توقعت ان يزهقها طالبٌ يدين لها بالتنوير والنضوج والوعي والحياة.
اخي احمد : عندما انهرت وتهاوى جسدك الطاهر الى الارض ، مضمخاً بألم وحسرة وفجيعة الاب والمربي والمعلم … انهارت ركيزة من اهم ركائز المجتمع الفاضل وهي أخلاق التلمذة ، وتهاوت دعامة قوية من دعائم التربية الانسانية وهي أدب طلب العلم، وماتت شعبة عظيمة من شعب الايمان وهي الوفاء للمعلم ، وانكسرت ساقاً من سيقان الحضارة والتنمية وهي قداسة التعليم وسقطت إحدى اهم محرمات وتابوهات الحضارات السابفة واللاحقة وهي احترام المربي واجلال العلم .