يأتي يوم المعلم كل عام ليذكرنا بالدور الهام الذي يلعبه المعلمون في تشكيل مستقبل الأجيال القادمة. كمعلمة للغة الإنجليزية لمدة 27 عاماً، أستطيع أن أؤكد أن هذه المهنة تتطلب الكثير من الصبر، الشغف، والرغبة الحقيقية في رؤية الطلاب يزدهرون في حياتهم الأكاديمية والشخصية.
بدأت رحلتي في تدريس اللغة الإنجليزية قبل أكثر من ربع قرن، وعاصرت خلالها أجيالاً عديدة. كنت شاهدة على التحولات الكبيرة التي حدثت في العملية التعليمية، سواء من ناحية التقنيات الحديثة أو من ناحية المناهج التعليمية. ومع ذلك، يبقى العنصر الأهم دائماً هو التفاعل البشري بين المعلم وطلابه.
في كل عام دراسي جديد، كنت أجد نفسي أمام تحديات جديدة؛ طلاب من خلفيات متنوعة، مستويات متفاوتة من الفهم، واحتياجات مختلفة. لكن كانت كل تجربة تعليمية فرصة للتعلم والنمو، ليس فقط للطلاب بل لي أيضاً. لقد تعلمت أن التعليم ليس مجرد نقل للمعلومات، بل هو إلهام الطلاب للتفكير النقدي وتطوير مهاراتهم.
إن تدريس اللغة الإنجليزية، مثل أي مادة أخرى، يتطلب تقديم المعرفة بطريقة تشجع الطالب على التفكير بشكل مستقل. فمن خلال القصص، المقالات، والمناقشات، كنت أحاول أن أجعل اللغة وسيلة للتواصل الفعّال والتعبير عن الذات. ليس الأمر مقتصراً على تعلم القواعد اللغوية أو الكلمات الجديدة فقط، بل يتعلق بفهم الثقافات المختلفة وتوسيع آفاق الطلاب.
بعد 27 عاماً من العمل في هذا المجال، لا يزال لدي الشغف نفسه الذي شعرت به في أول يوم دراسي. فقد كان لي شرف أن أساهم في تعليم وتطوير عقول طلابي، وأن أكون جزءاً من رحلتهم الأكاديمية والإنسانية.
في يوم المعلم، أتذكر جميع طلابي الذين علّموني بدورهم كيف أكون معلمة أفضل.