تعد بطولات الشيخ حديثة الخريشة رمزًا للشجاعة والفروسية، حيث لعب دورًا بارزًا في العديد من المعارك التي خاضها ضد الأعداء. ومن أبرز هذه البطولات المعركة التي جرت بين الخرشان وأهل البلقاء، حينما أغار عليهم قوم غزاية. في تلك المعركة، سطر الشيخ حديثة وبني صخر أروع الملاحم التي تدل على شجاعتهم وحنكتهم في القتال.
كان الشاعر سطام حصيني الشمري حاضراً في هذه المعركة، وقد أنشد أبياتًا تعكس ما حدث، حيث وصف المعركة بدقة متناهية، مشبهًا إياها بسحابة إذا أمرها الله هلت مطراً خالطه برد وريح قوية. استخدم سطام هذا التشبيه ليدلل على قوة السيوف ولمعانها في ساحة المعركة، حيث كانت كأنها البرق في السماء.
شجاعة حديثة وابنه نايف
تجلت شجاعة الشيخ حديثة الخريشة وابنه نايف بشكل واضح عندما اغار متعب الكنج ومعه قبائل السردية والدروز على إبله. وعندما سمع حديثة وابنه نايف صرخات الغزاة، لم يترددا في الدفاع عن ممتلكاتهما واستعادة الإبل المنهوبة. وفي تلك اللحظة، أثبت حديثة قدرته الفائقة على الفروسية، حيث تمكن من قتل أحد فرسان الدروز الشجعان المعروفين.
وبعد انتهاء المعركة، قام الشاعر سطام بن حصيني بمدح الشيخ حديثة وابنه نايف، معبرًا عن إعجابه بشجاعتهما ومهارتهما في القتال. ومن ضمن قصيدته الطويلة، قال:
"يا مزنة غرا نشت مدلهمه
تمطر على روس الهضاب حقوق"
تظل بطولات الشيخ حديثة الخريشة وشجاعته حاضرة في الذاكرة، تتناقلها الأجيال كنموذج للكرامة والفخر في وجه التحديات.