نعت الأوساط الثقافية في دولة الإمارات الشاعر الكبير علي بن محمد القصيلي المنصوري، بعد مسيرة حافلة بالإبداع والعطاء الشعري، وإثراء الحياة الثقافية وتراث الإمارات.
ونعى الدكتور سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الراحل، قائلاً: «انتقل إلى رحمته تعالى شاعر الإمارات الكبير علي بن محمد القصيلي المنصوري بعد مسيرة حافلة بالعطاء الشعري».
ولد الراحل عام 1935 في الظفرة بإمارة أبوظبي وعاش فيها، وكان إلى جانب قرضه الشعر راوياً لتاريخ المنطقة وسيرة شعرائها وأشعارهم.
صدر له ديوان وحيد ضم روائع من أشعاره التي تجسدت فيها معالم حياة أهل الظفرة في القرن الماضي.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وخالص التعازي لأسرته الكريمة وعموم قبيلة المناصير.
ويعد الراحل علي القصيلي المنصوري من أشهر شعراء الإمارات، وصاحب أسلوب متميز في كتابة قصائد تحمل رسائل إنسانية رفيعة، من ضمنها الاعتزاز بالنفس والتضحية والفرح والإيجابية، والسعي لكسب رهانات العيش والحياة، فكانت قصائده تشع بالإلهام المحفز والمشجع عبر أبياته الذهبية، التي تشبه بريق رمال الصحراء.
حظيت البادية بنصيب وافر في قلب الشاعر الكبير، إذ قدمها في أبياته بجمالية المدح، ووصفها بالأرض الخلوقة الأصيلة. وقد استخدم في إبداعاته جميع الأغراض الشعرية التي تسهم في نشر السعادة والقيم العربية الأصيلة. كما استشهد بمآثر من الخصال الكريمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رمزاً للكرم والإخلاص والحكمة. وقدم 18 قصيدة مشاكاة مع شعراء، منهم صالح بن عبد العزيز المنصوري، وراشد بن غانم.
مال الراحل في كل قصائده إلى التغزل بتفاصيل مفردات وحياة البادية، فوصف الناقة والحياة البرية بكرم وزخم فكري أدبي مكتنز بجماليات الشعر النبطي.
عرف عن الراحل الكرم وروح التعاون ومد يد العون للجميع، في تجسيد للأخلاق والعادات والتقاليد الأصيلة التي نشأ عليها، ولم يكن غريباً أنه جعل من هذه الخصال الكريمة رسالة إبداعية في قصائده التي ارتقت بالحس الإنساني.