اللواء المرحوم عبد الوهاب النوايسة، تذكرتك في هذه الأيام، يا معلم المراجل والشجاعة، وترحمت على روحك الطاهرة. عدت بذاكرتي إلى عام 1986 عندما كنت مساعدك في الشرطة القضائية بمحافظة الزرقاء. دخلت عليك في مكتبك، وأنا أحمل أحد الذين يطلقون على أنفسهم "قبضايات"، معروفًا بسوابقه. نظرت إليه مقيدًا ولم تنطق بكلمة. أمرت بتحويله إلى المحكمة وطلبت إعادته بعد محاكمته للنظر في أمره.
ثم علت نبرتك وأنت تصيح "اخرجه بسرعة!" نظرت إليه ووجدته قد بال على نفسه واقفًا.
هذا هو مدير الشرطة الذي كانت "القبضايات" يخشون حتى الاقتراب منه. رجال مثل عبد الوهاب النوايسة جعلوا من الشرطة حصنًا للقانون والهيبة. اليوم، ونحن نسمع عما يجري في النوادي الليلية والجرائم المتزايدة، نسترجع صور رجال صنعوا التاريخ وشكّلوا رادعًا لكل من تجرأ على كسر القانون.
أبا فخري، كنت فخرًا للأمن العام، ورمزًا للشجاعة. رحمك الله، يا أسد الميدان.