في اليوم الـ 384 من حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المنكوب، تواصل قواته حصارها المشدد على جباليا وبيت لاهيا في الشمال منذ 20 يوماً، وسط استمرار المجازر والقصف العنيف وتفاقم الكوارث الإنسانية، ومنع دخول الغذاء والدواء.
وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال صعدّت نسفها وإحراقها وقصفها منازل ومربعات سكنية في مخيم جباليا وبيت لاهيا ومنطقتي الصفطاوي والتوام شمال القطاع، لإجبار الفلسطينيين على النزوح جنوباً، إلا أن الكثير منهم يرفضون مغادرة منازلهم، في وقت يستمر فيه بمحاصرة النازحين والمرضى والطواقم الطبية في المستشفيات، ويمنع الوصول إلى عشرات الشهداء والجرحى المنتشرين في الشوارع.
وقد اُستشهدت أم وطفلها في قصف طيران الاحتلال صباحاً مخيم جباليا الذي يشهد قصفاً وحشياً يتخلله إطلاق نار كثيف، وأُصيب عددٌ آخر في قصف مماثل استهدف النازحين في جباليا النزلة، كما جُرح شاب في قصف استهدف عدداً من الفلسطينيين في محيط مسجد صلاح الدين داخل حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وأُصيب ثلاثة من أفراد طواقم الإنقاذ، جراء قصف الاحتلال مشروع بيت لاهيا، فيما اعتقلت قواته خمسة آخرين في المنطقة، كما استهدفت دباباته مركبة الإطفاء الوحيدة في شمال قطاع غزة وأحرقتها.
من جانبه، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني توقف عمله بشكل كامل في شمال القطاع، جراء استهداف قوات الاحتلال عناصره واعتقال بعضهم وقصف مقراته ومركبات الإطفاء، مؤكداً أن قوات الاحتلال تواصل حصارها المستشفيات، وتستهدف النازحين والمرضى والطواقم الطبية عند الدخول أو الخروج منها، فيما تعجز طواقمه عن نقل المصابين، لافتاً إلى أن جثامين الشهداء في الطرقات وتحت الركام ولا يمكن الوصول إليهم.
وفي وسط القطاع، استشهد فلسطيني وجُرح عدد آخر إثر قصف مدفعية الاحتلال مدخل مخيم المغازي، في وقت أُصيب العشرات في قصف على شرق المخيم، وسط استمرار الطيران والمدفعية قصف مربعات سكنية شرق مخيم البريج والأحياء الغربية والشرقية لمخيم النصيرات تزامناً مع إطلاق نار كثيف.
أما جنوب القطاع، فقد واصل الاحتلال قصفه المدفعي والجوي على منطقة المواصي غرب مدينة رفح، وعلى منطقة كرم أبو معمر شرق المدينة.
وكانت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس ارتفاع عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع إلى 42792 شهيداً، و100412 جريحاً.