عبيدات
يكتب ... شجرة الزيتون
نيروز
- بقلم الأستاذ ممدوح عبيدات
يعودون
إليها في فصل الخريف من كل عام غاضبين للقياها و لم يأتوها برا بها بل ليأخذوا من عطاياها
و يتفيؤون ظلالها.... فينهالون عليها ضربا و تحطيما...فهم لا يعرفونها إلا في هذا الموسم
...و هي تنتظرهم عاما كاملا و ما أن يأتون إليها حتى تستقبلهم كأم رؤوم عاد إليها أبناءها
.... تلوح لهم بأغصانها ..... فليتقون حولها ليأخذوا من حنانها و من خيرها الذي خبأته
لهم طوال عام .... يضربونها بقسوة ليحصلوا على ثمارها و هي فرحة و تحسبهم كالطفل الجائع
العائد إلى أمه يضربها على صدرها طمعا في سرعة الإرضاع ... و ما أن ينتهوا من قطف ثمرها
حتى يعودون فرحين بما غنموا و هي حزينة تلملم جراحها طمعا للقياهم في موسم آخر
......