لم يستفزني أمر ...مثلما يستفزني اليوم ..دعوة موتورين ومغمورين الى وحدة الساحات ...نُصرة لفلسطين المجد والتاريخ ....ولاتستفزني دعوة ...مثل هذه الدعوة المشبوهة الرخيصة ...وكأن الاردن لم يكن هو رأس الحربة في كل قضايا أُمته العربية والاسلامية ..وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.....وفي هذا الصدد
فلا أجد حاجة اليوم لأُذكر الكثيرين بما يربط هذا الوطن ... بفلسطين وأهلها ومقدساتها ....من وحدة الدم ..والدين ..والعرق
والمصير ...والفلسطينون هم الأهل .والأشقاء .والجيران ..
والأرحام ..والنسب .
وأمام هذا الواقع ...فلاحاجة لكائنٍ من كان أن يزاود على مواقف الاردن وأهله وقيادته ..تجاه فلسطين ..وقضيتها العادلة.
ولعله قدر الأُردن ..أن يؤكل مذموماً ومخذولاً ...ومن المهم هنا أن نتذكر دائماً وأبداً...وأن نُذكر الأجيال من بعدنا .وان نُذكِّر العالم من حولنا ..بأن فلسطين ومقدساتها وديعةً غاليةً في ذمة الهاشميين ...وقد حفظوها كابرٍ عن كابر.....وان للهاشميين في أعناق الاردنيين بيعة ..ترخصُ .....من دونها المهج والارواح ....وان أعداء فلسطين ..واعداء الاردن والأُمة ....هم الذين خوّنوا الملك المؤسس ...وهم الذين قتلوه على عتبات المسجد الاقصى ...وهم الذين عَميت عيونهم عن دماء شهداء الأردن في هضاب فلسطين واوديتها ...وفي ساحات مسجدها الاقصى ..واروقة كنيسة القيامة ...وفي معارك الأعوام ٤٨ و٦٧و ٦٨ ....وهم الذين أقنعوا العالم بفك ارتباط فلسطين بالمملكة الاردنية الهاشمية ...وهم الذين حلموا كما حلم شارون البائد في تصفية قضية فلسطين .... وإقامة الوطن البديل على ارض الاردن العظيم في سبعينيات القرن الماضي ..تساندهم أنظمة حكم بائدة... وقوى شر بائسة حاقدة....فخاب فأل الجميع ...ورُدَّ كيدهم.في نحورهم ...وكُفي هذا الوطن شرهم ومكرهم.
وليس بخافٍ على أحد بأن الاردن .....ومع شُح موارده ومحدودية مقدراته ...فقد إحتضن ...المنكوبين من أهل فلسطين في أكبر مخيم لجوء في هذا العالم ....وشاركهم الاردنيون لقمة عيشهم ..وقطرة مائهم ...وحمل الهاشميون والاردنيون قضية فلسطين...في قلوبهم ووجدانهم....وفي كل محافل الدنيا ....أوصياء أُمناء على مقدساتها الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف. ..وقاتلوا وحدهم وبشراسةٍ حماية لهذه الوصاية المقدسة.
وبالرغم من ضيق ذات اليد ...ومحدودية الموارد ...وظلم ذوي القربى ...وجسامة التحديات الامنية والسياسية والاقتصادية ...فقد ...دفع الاردن ومنذ مايزيد عن سبعين عاماً ولازال ثمن مواقفه الثابتة والصلبة والشجاعة ..على حساب رفاهية شعبه..وبُنية دولته .. دفاعاً عن حق الفلسطينيين المشروع في بناء دولتهم المستقلة على ترابهم الفلسطيني .
ومع الإشارة لكل ماسبق ..وبكل اسفٍ شديد ...فلا زالت أعين الكثيرين من الأقزام مُصابة بالعمى ..والطرش ....فلايرون في هذا الوطن ...الا محطة قطار او معبر مرور....والسؤال المطروح ...أين هي أحزابنا الوطنية ..حاملةَ همنا الوطني ... وأين هم أُمناء الاحزاب فيها .... مما يجري على ارضنا ..وبين ظهرانينا....ودونما خوفٍ أو وجل ؟؟؟؟....ولماذا تُختطف ساحاتنا ومياديننا ... جهاراً نهاراً...ومن الذي سينتصرُ للوطن؟؟.