أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا فيليب لازاريني أن تداعيات حظر الاحتلال الإسرائيلي عمل الوكالة ستكون كارثية على الاستجابة للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وستخلف عواقب وخيمة على السلام والأمن الدوليين، مطالباً الدول الأعضاء في الجمعية العامة بضمان قدرة الأونروا على مواصلة مهامها.
ونقلت وكالة وفا عن لازاريني قوله في رسالة إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: "إن قدرة الأونروا على تنفيذ ولايتها أصبحت مهددة، وهذا أمر غير مسبوق في تاريخ الأمم المتحدة لدرجة أن تنفيذ ولاية الوكالة قد يصبح مستحيلاً دون تدخل حاسم من الجمعية العامة التي تستمد الأونروا ولايتها منها”، محذراً من أن قرارات الاحتلال بحظر عمل الوكالة تحرمها فعلياً من الحماية ومن الوسائل الأساسية اللازمة لعملها بعد عام من التجاهل الصارخ لحياة موظفيها ومبانيها وعملياتها الإنسانية في غزة، وبعد حملات مكثفة من قبل الحكومة الإسرائيلية تستهدف مانحي الأونروا بمعلومات مضللة لتقويض التمويل.
وأضاف لازاريني: "إن الوضع في غزة يتجاوز المفردات الدبلوماسية للجمعية العامة فقد دمرت حياة الفلسطينيين بعد أكثر من عام من القصف الأكثر كثافة للسكان المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية، وتم تقييد المساعدات الإنسانية إلى ما دون الحد الأدنى من الاحتياجات، ودمرت المدارس والجامعات والمستشفيات وأماكن العبادة والمخابز وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والطرق والأراضي الزراعية، ويعيش الناجون في أشد أشكال الإهانة محاصرين ينتظرون الموت بالضربات الجوية أو الجوع”.
وأوضح لازاريني أن تفكيك الأونروا من شأنه أن يخلف تأثيراً كارثياً على الاستجابة الدولية للأزمة الإنسانية في غزة، مشيراً إلى أنه لن تتمكن أي جهة أخرى غير الأونروا من توفير التعليم لـ 660 ألف فتى، وستتم التضحية بجيل كامل من الأطفال مع مخاطر طويلة الأجل من التهميش، وفي الضفة الغربية سيحرم اللاجئون من الحصول على التعليم والرعاية الصحية الأولية، ما يؤدي إلى تفاقم الوضع غير المستقر في الواقع.
وطالب المفوض العام للأونروا بدعم الدول الأعضاء في الجمعية العامة بما يتناسب مع خطورة الوضع والمخاطر لضمان قدرة الوكالة على التنفيذ الكامل للتفويض الممنوح لها من الجمعية العامة وفق القرار 302 لعام 1949.